حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

داعية عدالة اجتماعية

صفحة 39 - الجزء 1

  ليضمن طاعتهم وخضوعهم له، وبذل الأتاوات والخراج، وكان يتشدد في إجبارهم عن التخلّي، أو تنفيذ الحدود الشرعية فيهم إذا قارفوا إثما، أو انتهكوا حرمة دينية كما صنع مع (فاتك) الزبيدي، وبعض السلاطين الأشراف.

  ولما أراد في سنة ٥٤٧ أن يزحف على (عدن) بقبائل (جنب) و (مذحج) وغيرهما بهدف توحيد اليمن شمالا وجنوبا تآزر السلطانان في (صنعاء) و (عدن) من (آل حاتم) و (بني زريع)، ضد الإمام، وبذلا أموالا واسعة لتلك القبائل، وخذّلا عن مناصرة الإمام، وفشلت خطته كما فشل بعده الملك عبد النبي بن مهدي، عندما حاول القضاء على (بني زريع) في عدن عام ٥٦٨، وقد استنجدوا بالسلطان علي بن حاتم ونشبت بين الجميع حروب دامية مدمّرة طاحنة سبق أن أشرنا إليها وقلنا إنها مهدت السبيل للسلطان ابن أيوب (توران شاة) وسهلت له الاستيلاء على معظم اليمن في وقت قصير)⁣(⁣١).

داعية عدالة اجتماعية

  ويقول المؤرخ الشامي متحدثا عن عدالة الإمام أحمد بن سليمان # الاجتماعية:

  (ولقد كان الإمام أحمد بن سليمان من دعاة بث العدالة الاجتماعية ونشرها، ومحاربة الإثراء الفاحش القائم على الاحتكار واستغلال


(١) تاريخ اليمن الفكري: ١/ ٤٦٦ - ٤٦٧.