[مقدمة المؤلف]
  
[مقدمة المؤلف]
  وبه نستعين(١)
  الحمد للّه الأول بلا غاية، الآخر بلا نهاية(٢)، الذي لا تحتويه الأمكنة، ولا تضمنه الأزمنة، الذي دلّ على نفسه بما أظهر من عجيب صنعه(٣)، المتنزه عن مشابهة خليقته، الذي ابتدأنا بالكرم
(١) في (ب): وباللّه أستعين.
(٢) قال الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى # في تحقيق الحمد ما لفظه: الحمد هو الثناء الحسن، والوصف الجميل على الفضائل، وهي الصفات الحميدة؛ والفواضل وهي النعم المفيدة. كل ذلك مما يكون بالاختيار؛ كفضيلة العلم، والسخاء، والشجاعة، وفواضل العطاء، والإحسان؛ ولا يكون على غير الاختيار، مثل: حسن الوجه، وتمام الشكل، وبهاء الجبين. والمدح يكون على كل من الأوصاف الاختيارية وغير الاختيارية، وكل حمد مدح، ولا عكس؛ ولا يرد على هذا ما أورده بعض متأخري المفسرين من أنه يلزم ألا يصح إطلاق (الحمد للّه) على صفاته الذاتية؛ لأنا نلتزم ذلك؛ ونقول: نمدح اللّه تعالى بصفاته، ولا نقول: إنه يحمد عليها بمقتضى اللغة العربية؛ كما أنا نقول: إنه يحمد سبحانه على الفواضل والفضائل الاختيارية، ويمدح على الاختيارية وغير الاختيارية، ولا يصح أن يطلق الشكر له تعالى عليها؛ لأن الشكر يختص بالفواضل، ولا يكون إلا عليها، وهي النعم المبتدأة إلى الغير؛ وهي أخصّ من الحمد والمدح من جهة السبب، وإن كان أعمّ منهما من جهة المورد؛ لأنه يكون باللسان، والجنان، والأركان، والحمد، والمدح لا يكونان إلا باللسان، فبينه وبينهما عموم وخصوص من وجه، وهما فيما بينهما عموم وخصوص من كل وجه؛ لأن المدح أعم من الحمد في كل وجه، والمدح والحمد أخوان من حيث كان كل حمد مدحا، وإن لم يكن كل مدح حمدا انته e.
وقال الإمام الشرفي في شرحه على الأساس: اعلم أن الحمد هو الثناء الحسن والوصف الجميل، على الفواضل والفضائل. وقيل: على الفضائل الاختيارية، لا نحو: تمام الشكل وحسن الوجه. ولا يكون إلا قولا باللسان، والشكر لا يكون إلا على الفواضل والفضائل وهي النعم، ويكون بالجنان، واللسان والأركان. انتهى.
(٣) في (ش): صنعته.