[(3) أبو طالب]
  يا شيب لا تعجل علينا بالعجب ... نفديه بالأموال من بعد الغصب
  ودون ما تبغي حروب تضطرب ... ضرب يزيل إلهام من بعد العصب
  بكل مصقول رقيق ذي شطب ... كالبرق أو كالنار في الثوب الهدب
  ثم وثب السادات من قبائل قريش إلى عبد المطلب فقالوا: يا أبا الحارث، إن هذا الذي عزمت عليه عظيم وإنك إن ذبحت ابنك لم تتهن العيش(١) من بعده، ولكن لا عليك أنت على رأس أمرك تثبت حتى نصير معك إلى كاهنة بني سعد، فما أمرتك من شيء امتثلته.
  قال عبد المطلب: لكم(٢) ذلك، ثم خرج معهم في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة وهو يرتجز ويقول:
  يا رب إني فاعل لما ترد ... إن شئت ألهمت الصواب والرشد
  يا سائق الخير إلى كل بلد ... إني مواليك على رغم معد
  قد زدت في المال وأكثرت العدد ... فلا تحقق حذري في ذا الولد
  واجعل فداه في الطريف والتلد
  فلما دخل القوم الشام صاروا إلى الكاهنة فأخبرها عبد المطلب بما عزم عليه من ذبح ولده، فقالت الكاهنة: انصرفوا عني اليوم. فانصرفوا عنها وعبد المطلب يرتجز ويقول(٣):
  يا خالق الأرضين والسماء ... وخالق المروة والصفاء(٤)
  نج بني اليوم من بلاء ... بلا سوء حل في القضاء
(١) في (ج): لم تهن بالعيش.
(٢) نهاية الصفحة [٧١ - أ].
(٣) في سيرة ابن إسحاق: فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي، فأسأله، فخرجوا من عندها، وقام عبد المطلب يدعوا الله ø ويقول:
يا رب لا تحقق حذري ... واصرف عنه شر هذا القدر
فإني أرجو لما قد أذر ... لأن يكون سيدا للبشر
انظر السيرة ص (١٤).
(٤) في (ب): وناصب المرورة والصفا، وهو خطأ.