المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

الفرقة الناجية

صفحة 27 - الجزء 1

  حكمهم، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور: ٢١]، {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ}⁣[الأنفال: ٧٥]، وأبان الله تعالى فضلهم على كافة البرية، إذ خصهم سبحانه من بين أهل الأرض ذات الطول والعرض.

  قال الإمام المنصور بالله # في هذا الموضع: فكيف يجوز لنفس أن تتقدم على نفس رسول الله ÷ إلى أن قال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ}⁣[يوسف: ١٠٥]، {وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٣]. انتهى.

  وممن روى حديث المباهلة فيهم: الحسن، والشعبي، والزمخشري، والبيضاوي، والرازي، وأبو السعود، ومن ألفاظ الرواية ما رواه الحاكم في المستدرك عن عامر بن سعد وقال: حديث صحيح، لما نزل قوله تعالى: {فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا ...} إلخ، دعا رسول الله ÷ عليا وفاطمة، وحسنا وحسينا، وقال: «اللهم هؤلاء أهلي»، وأخرجه مسلم في صحيحه، وأحمد بن حنبل عن غير واحد من أصحاب رسول الله ÷، والتابعين.

  وقال الحاكم أبو القاسم في حديثه عن عامر قال: لما نزل قوله تعالى: {فَقُلْ تَعالَوْا ...} إلخ رواه مسلم والترمذي قال في الكشاف: وقدمهم في الذكر على النفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء $، وفيه برهان واضح على صحة نبؤة النبي ÷ والبحث مستوفى في لوامع الأنوار.

  نعم، ونطوي الكلام في آية الاصطفاء، وآية المودة، وآية السؤال، وغيرهن من الآيات الكريمة الخاصة، والعامة، ونخص بالبحث كما أشرنا سابقا آية التطهير، وما يتبعها، وهي قوله ø: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وأخبار الكساء المعلومة بنقل فرق الأمة مصرحة بقصرها عليهم، وحصرها فيهم، وإخراج من يتوهم دخوله في مسمى أهل البيت بأوضح بيان، وأصرح برهان.