نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله

صفحة 104 - الجزء 1

  ما ذكرك الدّمنة القفار وأه ... ل الدار ما نحّوك أو قرّبوا

  إلّا سفاها وقد تفزعك الش ... يب بلون كأنّه العطب

  ومرّ خمسون من سنيّك كما ... عدّ لك الحاسبون إذ حسبوا

  فعد ذكر الشباب ليس له ... ولا إليك الشباب ينقلب

  وترك إيراد مثل هذا أولى سيّما مع الخلاف في قائلها.

  وخرج إبراهيم ¥ على أبي جعفر المنصور في شهر رمضان، وقتل في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة، وجهه أخوه من الحجاز، وقيل أنه قتل في ذي الحجة أيضا، وعلى القول الأول تكون خلافته أربعة أشهر، وكان قتله بباخمرا من سواد البصرة⁣(⁣١)، وأخذ رأسه الأقطع مولى عيسى بن موسى الذي ولّاه المنصور حربه وحرب أخيه الإمام محمد ولم يصدقه عيسى حتى حلف بالطلاق أنه رأسه، ونادى منادي أبي جعفر: هذا رأس الفاسق بن الفاسق.

  وقال أبو الفرج: حدّث عيسى بن روضة⁣(⁣٢) قال: لما جيء برأس إبراهيم فوضع بين يدي أبي جعفر بكى حتى رأيت دموعه فوق خدي إبراهيم، ثم قال:

  أما واللّه إني كنت لهذا كارها ولكن ابتليت بك وابتليت بي⁣(⁣٣).

  وروي أيضا: عن علي بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي عن أبيه الحسن بن زيد قال: كنت عند المنصور حين جيء برأس إبراهيم فأتي به في ترس حتى وضع بين يديه، فلما رأيته بردت من أسفل بطني، فجعلت أداري ذلك خشية أن يفطن بي، فالتفت إلي وقال: يا أبا محمد أهو هو؟

  قلت: نعم يا أمير المؤمنين، ولوددت أن اللّه فاء به إلى طاعتك وإنك لم تكن نزّلته هذه المنزلة، فقال: وأنا وإلّا فأمّ موسى بالطلاق - وكانت غاية أيمانه - لوددت إن اللّه فاء به إلى طاعتي ولم أكن نزلت منه هذه المنزلة، ولكنه أراد أن ينزلنا بها فكانت أنفسنا أعزّ علينا من نفسه.

  قلت: عمل المنصور بقول القائل:


(١) باخمرا: موضع بين الكوفة وواسط، وهو إلى الكوفة أقرب، به قبر إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن ابن الحسن، قتله بها أصحاب المنصور «مراصد الاطلاع ١/ ١٤٨».

(٢) في المقاتل: «رؤبة».

(٣) مقاتل الطالبيين ٣٥٢، أنظر: ابن الأثير ٥/ ٣٣٠، الطبري ٩/ ٢٦٠.