نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله

صفحة 106 - الجزء 1

  النواحي، وجاءت كتب أهل الشام والجزيرة يلتمسون رسوله ليبايعوا له، ولكن المنصور عاجله، والقضاء لا يرد.

  وقيل: ورد نعي الإمام محمد على أخيه الإمام إبراهيم ¥ يوم عيد الفطر فنعاه وبكى وأنشد يقول:

  أبا المنازل يا عين الفوارس من ... يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا

  اللّه يعلم إني لو خشيتهم ... وأوجس القلب من خوف لهم فزعا

  لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم ... حتى نعيش جميعا أو نموت معا

  وكان يقول: ما أتى عليّ يوم بعد قتل أخي إلا استطلته حبّا للّحاق به، وأشبه متمم بن نويرة⁣(⁣١) بعد مالك⁣(⁣٢) إلّا أنه زاد عليه بأن طلب بدمه حتى مات تحت ظل السيوف، ولو هجم الكوفة لقام معه من أهلها مائة ألف سيف، إلّا أنه


(١) متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو نهشل: شاعر فحل، صحابي، من أشراف قومه. اشتهر في الجاهلية والإسلام. وكان قصيرا أعور. أشهر شعره رثاؤه لأخيه «مالك» ومنه قوله:

«وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر، حتى قيل: لن يتصدعا»

وندمانا جذيمة هما: (مالك وعقيل). وسكن متمم المدينة، في أيام عمر، وتزوج بها امرأة لم ترض أخلاقه لشدة حزنه على أخيه.

ترجمته في:

شرح المفضليات للأنباري ٦٣ و ٥٢٦ والإصابة: ت ٧٧١٩ والجواليقي ٣٧٥ ومنتخبات من شمس العلوم لنشوان الحميري ١٠٢ وفيه: «يعني بندماني جذيمة: الفرقدين، وذلك أن جذيمة الأبرش، الملك الأزدي، كان إذا شرب كفأ لهما كأسين، فلا يزال كذلك حتى يغورا، ولم ينادم غيرهما تعظما عن منادمة الناس». وشواهد المغني ١٩٢ والأغاني ١٥/ ٢٨٩ - ٣١٢ وما بعدها.

وجمهرة أشعار العرب ١٤١ والمرزباني ٤٦٦ وسمط اللآلي ٨٧ والتبريزي ٢: ١٤٨ - ١٥١ والجمحي ١٦٩ و ١٧٤ وخزانة الأدب للبغدادي ١: ٢٣٦ - ٢٣٨ قلت: ضبطه الفيروزأبادي في مادة «تم» بفتح الميم الوسطى المشددة «كمعظم» ثم جعله في مادة «نور» بالشكل، مكسور الميم، وفي ديوان ابن حيوس ٢: ٥٩٩ قوله:

فجيعة بين، مثل صرعة «مالك» ... ويقبح بي ألا أكون «متمما»

وأنظر رغبة الآمل ٣: ٩٧ ثم ٨: ٢٢٣ و ٢٣١ - ٢٣٤. الإعلام ط ٤/ ٥ / ٢٧٤.

(٢) مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو حنظلة: فارس شاعر، من أرداف الملوك في الجاهلية. يقال له «فارس ذي الخمار» وذو الخمار فرسه، وفي أمثالهم «فتى ولا كمالك» وكانت فيه خيلاء، وله لمة كبيرة. أدرك الإسلام وأسلم وولاه رسول اللّه ÷ صدقات قومه (بني يربوع) ولما صارت الخلافة إلى أبي بكر إضطرب مالك في أموال الصدقات وفرّقها. =