[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن
  وليست ظهارا يحجب الغيب دونها ... ولكنّها قدسيّة فيه ترسخ(١)
  على الشمس دون البدر منها أسرّة ... وفي يذبل منها شماريخ بذّخ(٢)
  وقد وفد الأسطول والبحر طالبي ... ندى مدمعي هيجاء، هذا لذا أخ(٣)
  كما التهبت في ناظر البرق شعلة ... تلقّى سناها من فم الرّيح منفخ
  لديك جنود اللّه تمضي على العدى ... لها منك في الجند الرّبوبيّ مصرخ(٤)
  ولو أنّ بحرا يلتهمن عبابه ... لصار نفاثا بينها يتسوّخ(٥)
  ترى الفجر منها تحت ليل مسبّج ... كأنّ حدادا فيه بالنّقس يلطخ(٦)
  لها زجل يستحفل المزن صعقه ... وليقرع سمع الرّدع زأرا يصمخ(٧)
  زئير ليوث مدّة لهواتها ... وهدر قروم في الشقاشق تجنح(٨)
  نضوا كلّ لفح من غرار مهنّد ... هو الجمر إلّا أنّه ليس ينفخ(٩)
  يشقّ جيوب الغمد عنه اتقاده ... وللحيّة الرّقشاء في القيظ مسلخ
  إلى كلّ عرّاص الكعوب كأنّه ... نوى القسب إلّا أنه ليس يرضخ(١٠)
  بكلّ ثقاف من عواليك مدعس ... وفي كلّ سمحاق من الرأس مشدخ(١١)
  لقد سارت الرّكبان بالنّبإ الذي ... يشيب له طفل وينصات أجلخ(١٢)
  وضجّت له الأصنام إنّ ضجيجها ... صدى في بني مروان حرّان يصرخ
(١) الظهار من الثوب: نقيض البطانة.
(٢) الشماريخ، الواحد شمراخ: رأس مستدير دقيق في أعلى الجبل.
(٣) مزمعي الحرب: أراد بهم القواد. وطلب جودهم: استئذانهم بالحرب.
(٤) الربوبي: نسبة إلى الرب على غير القياس، مصرخ: معين.
(٥) الضمير في يلتهمن: عائد إلى السفن البحرية، أي أسطول المعز. النفاث: أقل من التفل، البصاق الخفيف. يتسوخ: يغوص.
(٦) مسبج: لابس كساء أسود. النقس: الحبر.
(٧) يصمخ: يصيب صماخ أذنه، أي خرقها، فيجعله أصم.
(٨) قروم، الواحد قرم: السيد.
(٩) نضوا: خلعوا. الغرار: حد السيف.
(١٠) العراص: الرمح اللدن المهزة. القسب: التمر اليابس. يرضخ: يكسر.
(١١) ثقاف: آلة تسوى بها الرماح. مدعس، من دعسه بالرمح: طعنه. السمحاق: قشرة رقيقة فق عظم الرأس. المشدخ، من شدخه: كسره.
(١٢) ينصات، من انصات: استوت قامته. الأجلخ: الضعيف الفاتر العظام والأعضاء، فلا ينبعث ولا يتحرك.