ورأيت في بعض الكتب: أن أبا الحسين بن فارس⁣^(⁣١) صاحب «المجمل في اللغة» شكا إلى البديع فساد الزمان، فكتب الجواب: وأنا أقول: «متى كان صالحا؟ أفي دولة العبّاسيّة، وقد رأينا آخرها، وسمعنا بأوّلها، أم في الدولة المروانيّة، وفي أخبارها: [من السريع]

  ما يكسع القول بأغيارها ... إنّك لا تدري من النّاتج

  أم في السّنين الحربيّة؟ [من مجزوء الكامل]:

  والسّيف يغمد في الطّلى⁣^(⁣٢) ... والرّمح يركز في الكلى⁣^(⁣٣)

  والغريان وكربلا ... ومنيّة حجر في الفلا

  أم في الهاشمية والعشرة برأس، من بني فراس، أو العثمانية والنفير في الحجاز، والبعوث على الأعجاز، أم في الأمارة العدوية وصاحبها يقول، وهل بعد الركوب إلّا النّزول؟ أم في الخلافة التّيميّة، وهو يقول طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام، أم في أعلا عهد الرّسالة ويوم الفتح قيل اسكتي يا فلانمة فقد

(١) أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي، أبو الحسين: من أئمة اللغة والأدب، قرأ عليه البديع الهمذاني والصاحب ابن عباد وغيرهما من أعيان البيان. أصله من قزوين ولد سنة ٣٢٩ هـ، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الريّ فتوفي فيها سنة ٣٩٥ هـ، وإليها نسبته. من تصانيفه «مقاييس اللغة - ط» ستة أجزاء، و «المجمل - خ» طبع منه جزء صغير، و «الصاحبي - ط» في علم العربية وغيرها، وله شعر حسن.

ترجمته في: يتيمة الدهر ٣: ٢١٤، فهرست الشيخ الطوسي: ٣٦/ ٩٩، معالم العلماء: ٢١/ ٩٩، معجم الأدباء ٤: ٨٠، التدوين في أخبار قزوين ٢: ٢١٥، الكامل في التاريخ ٨: ٧١١، إنباه الرواة ١: ١٢٧، وفيات الأعيان ١: ١١٨ - ١٢٠، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ٦٥/ ٤٣، رجال ابن داود: ٤٢/ ١١٠، البداية والنهاية ١١: ٣٣٥، مرآة الجنان ٢: ٤٤٢، بغية الوعاة ١:

٣٥٢/ ٦٨٠، طبقات المفسّرين ١: ٦/ ٥٤، شذرات الذهب ٣: ١٣٢، أعيان الشيعة ٣: ٦٠، روضات الجنّات ١: ٢٣٢/ ٦٧، وعن سير أعلام النبلاء ١٧: ١٠٣/ ٦٥، دمية القصر ٣/ ١٤٧٩، ترتيب المدارك ٤/ ٦١٠، نزهة الألباء: ٣٢٠، المنتظم ٧/ ١٠٣، وفيات سنة ٣٦٩، المختصر في أخبار البشر ٢/ ١٤٢، تأريخ الإسلام ٤/ ٩٧، تلخيص ابن مكتوم - ورقة: ١٥ و ١٦، عيون التواريخ ١٢ / لوحة ٢٥٨، الوافي بالوفيات: ٧/ ٢٧٨، الديباج المذهب: ١/ ١٦٣، الفلاكة والمفلوكون: ١٠٨ - ١١٠، طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ٢٣٠، النجوم الزاهرة: ٤/ ٢١٢، مفتاح السعادة ١/ ٩٦، سلم الوصول: ١١٢، الاعلام ط ٤/ ١ / ١٩٣.

(٢) الطلى: الرقاب.

(٣) الكلى: جمع كلية.