نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[الخاتمة]

صفحة 412 - الجزء 3

  قال أبو تمام يجيب عبد الصمد ابن المعذّل الماجن⁣(⁣١):

  أقدمت ويحك من هجوي على رعد ... كالعير يقدم من خوف على الأسد

  وذلك إن أبا تمام قصد البصرة فبلغ ابن المعذّل الشاعر فشقّ عليه وخشي أن يخمله بجودة شعره فكتب إليه:

  أنت بين اثنتين تبرز للنا ... س وكلتاهما بوجه مذال

  لست تنفك طالبا لوصال ... من حبيب أو طالبا لنوال

  أيّ ماء لحرّ وجهك يبقى ... بين ذلّ الهوى وذلّ السؤال

  أمّ عامر: كنية الضبع.

  قاضي السندية: هو القاضي أبو بكر بن قريعة البغدادي، كان ظريفا خفيف الروح، وكان يمتحن بالأسئلة الغريبة لأجل التعجب من أجوبته النادرة بديهة، كتب إليه أبو العبّاس بن العلاء الكاتب: ما يقول القاضي أيّده اللّه في يهودي زنا بنصرانيّة، فولدت ولدا رأسه للبقر، وجسمه للبشر، فكتب في الحال: هذا من أعدل الشهود، على الملاعين اليهود، بما اشربوا حبّ العجل في صدورهم، حتى خرج من إيورهم، وأرى أن يناط برأس اليهودي راس العجل، ويصلب على عنق النصرانية الساق مع الرجل، ويسحبا في الأرض، وينادى عليهما ظلمات بعضها فوق بعض، واسمه محمد بن عبد الرحمن.

  وقال الصّاحب - لما ورد بغداد - يصفه في كتابه لابن العميد وقد ذكره مجلسه مع الوزير المهلّبي: وكان في المجلس شيخ خفيف الروح، جاراني في مسائل خفّتها تمنع من ذكرها، إلّا أني استظرفت من كلامه، وقد سأله سائل عن حدّ القفا، فقال: ما اشتملت عليه جربّانك، ومازحك فيه إخوانك، وأدّبك عليه سلطانك، وباسطك فيه غلمانك، فهذه حدود أربعة.

  والجرّبان بضم الجيم والراء وتشديد الموحّدة: الخرقة العريضة التي تستر


(١) هو أبو القاسم عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم بن البحتري بن المختار. بصري المولد والنشأة. شاعر فصيح من شعراء الدولة العباسية. وصف بكونه هجاء خبيث اللسان. كان أخوه أحمد وأبوه المعذل وجده غيلان شعراء وهو أشعرهم. توفي في حدود سنة ٢٤٠ هـ.

ترجمته في: فوات الوفيات ١/ ٥٧٥، مختار الأغاني ٥/ ١٣٥، سمط اللآلي / ٣٢٥، الموشح / ٥٢٨، أنوار الربيع ٢ / هـ ٣٨٥.