[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  وحكي: أن شاعرا مغفّلا دخل على أم جعفر زبيدة بنت جعفر(١)، زوجة الرشيد، فمدحها بقوله:
  أزبيدة ابنة جعفر ... طوبى لسائلك المئاب
  تعطين من رجليك ما ... تعطي الأكفّ من الرغاب
  فابتدره حاشيتها الصفعة، فقالت: دعوه، فما أراد الأخير لأنه سمع قولهم:
  شمال فلان أندى من يمين غيره، فأراده ولم يحسن الكلام، فأجازته.
  قلت: رحمها اللّه ما كان أكرمها وأعرفها بالأدب، وليته يوجد مثلها في زماننا فيلجأ إليها القانع والمعتر.
  وقال ابن الرومي(٢) هجوا فيما لزم شعر هذا الشاعر المغفّل:
  لخالد صاحبنا زوجة ... تستدخل الأير بكفّيها
  قوّامة بالليل لكنها ... تستغفر اللّه برجليها
  وذكر الكاتب أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني، في أخبار عليّة بنت المهدي(٣) في جاريتها طغيان:
  لطغيان خفّ مذ ثلاثين حجّة ... جديد ولا يبلى ولا يتخرّق
  وكيف بلى خفّ هو الدّهر كلّه ... على قدميها في السماء معلّق
(١) زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر: زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه. من فضليات النساء وشهيراتهن. وهي أم الأمين العباسي. اسمها «أمة العزيز» غلب عليها لقبها «زبيدة»، وإليها تنسب «عين زبيدة» في مكة: جلبت إليها الماء من أقصى وادي نعمان، شرقيّ مكة، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة تزوج بها الرشيد سنة ١٦٥ هـ. ولما مات وقتل ابنها الأمين، اضطهدها رجال المأمون فكتبت إليه تشكو حالها، فعطف عليها، وجعل لها قصرا في دار الخلافة، وأقام لها الوصائف والخدم، وكانت لها ثروة واسعة، وخلفت آثارا نافعة غير العين توفيت ببغداد سنة ٢١٦ هـ.
ترجمتها في:
وفيات الأعيان ٢/ ٣١٤ - ٣١٦، تاريخ بغداد ٤/ ٤٣٣، الشريشي ٢/ ٢٢٥، النجوم الزاهرة ٢/ ٢١٣، الدر المنثور ٢١٥، الديارات ١٠١، رحلة ابن جبيرط ليدن ٢٠٨، أعلام النساء ١/ ٤٣٠، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٤٢.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٠٥.
(٣) مرّت ترجمتها بهامش سابق.