[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  فما خرقت خفّا ولم تبل جوربا ... وأمّا سراويلاتها فتمزّق(١)
  وكانت عليّة فاضلة أديبة شاعرة عارفة بالنغم مغنيّة محسنة.
  ولزبيدة شعر يأتي إن شاء اللّه عند ذكر المأمون.
  * * *
  ومن شعر السيد شمس الدين أحمد المذكور:
  ألممت بالروض حيّاه وحيّاكا ... فقابل الشمس بدر كان إيّاكا
  وكان يحكيك غصن البان منعطفا ... هيهات ذلك ما حاكاك من حاكا
  يا شادنا فتكت فينا لواحظه ... ظلما ومدّت لأهل الشوق أشراكا
  رفقا ولا تتعالى في المطال بنا ... يكفيك ما صنعت بالناس عيناكا
  يا طرفة قد تجاوزت الحدود وقد ... أمرّها خير ما مرّت وأحلاكا
  مرت لياليك بالأثل الخصيب فما ... أمرت في الناس سفّاحا وسفّاكا
  أيام يأمرك الحسن البديع بنا ... والتيه يا ساحر الألحاظ ينهاكا
  يا ليت شعري وبعض الظن مأثمة ... من بالمتيّم في ذا الهجر أغراكا
  أهملت دارك أعني القلب وهو إذا ... عمرته كان فيما مرّ مرعاكا
  يا ضيعة العمر للصب المشوق إذا ... ما اعتاض نور الأقاحي من ثناياكا
  وصفقة الغبن إن مرّ الزمان ولم ... أبلغ رسيس فؤادي مرّة فاكا
  لولاك ما سفحت عيني العقيق ولا ... لثمت ثغر عذولي حين سمّاكا
  يا طيف من أنا أهواه لقد حسدت ... شهب الدياجي جنح الليل مسراكا
  جبت المفاوز نحوي كي تؤرقني ... أهلا وسهلا لقد أبعدت مرماكا
  يا طيف شرّفتني جدّدت عهد هوى ... حيّا الحيا عهده الماضي وحيّاكا
  يا بدر أفق سما قلبي لقد جعلت ... لك الجوارح أبراجا وأفلاكا
  ناديت قلبي فلبّى بالغرام كما ... لبّيت سائل دمعي حين ناداكا
  لا زلت في نظرة العيش النضير بحقّ ... الطهر أحمد مولانا ومولاك
  أحسن في هذه القصيدة، واستحق ملاحة هذه الخريدة، وفيها إشارات إلى قصيدة أمام شعر الأشراف، وأشعر قريش أو بني هاشم والناس على الخلاف،
(١) الأغاني ١٠/ ٢٠٥.