[14] السيد شمس الدين، أبو محمد، أحمد بن الحسن
  أبي الحسن محمد بن الطاهر ذي المناقب أبي الحسين الرضي البغدادي(١)، وهي قصيدة حام حولها فرسان القريض فكبّروا عجزا، ولم تبق لأحدهم حسا ولا تركت ركزا، وحيث أشار السيّد إليها وتوكل في عماد أبياته عليها، تعيّن إيرادها وهي:
  يا ظبية البان ترعى في خمائلها ... ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
  الماء عندك مبذول لشاربه ... وليس يرويك إلّا مدمع الباكي
  هبّت لنا من رياح الغور رائحة ... بعد الرقاد عرفناها بريّاك
  ثم انثنينا إذا ما هزّنا طرب ... على الرجال تعللنا بذكراك
  سهم أصاب وراميه بذي سلم ... من بالعراق لقد أبعدت مرماك
  حكت لحاظك ما في الريم من ملح ... يوم النقاء وكان الفضل للحاكي
  كأن طرفك يوم الجرع يخبرنا ... بما انطوى عنك من أسماء قتلاك
  أنت النعيم لقلبي والعذاب له ... فما أمرّك في قلبي وأحلاك
  عندي رسائل شوق لست أذكرها ... لولا الرقيب لقد بلغتها فاك
  وعد لعينيك عندي ما وفيت به ... يا قرب ما كذّبت عيناي عيناك
  سقى منى وليالي الخيف ما شربت ... ماء الغمام وحيّاها وحيّاك
  إذ يلتقي كل ذي دين وماطله ... منّي ويجتمع المشكوّ والشاك
  لما غدا السرب يعطو بين أرحلنا ... ما كان فيه غريم القلب إلّاك
  هامت بك العين لم تبغ سواك به ... من أعلم العين أن القلب يهواك
  يا حبذا نفحة مرّت بفيك بنا ... ونطفة غمست فيها ثناياك
  وحبذا وقفة والركب مغتفل ... على ثرى وخدت فيها مطاياك
  لو كانت اللّمة السوداء من عددي ... يوم الغميم لما أفلت أشراك(٢)
  قال الأمير السيد أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الحسن(٣) في كتابه «سمط الآل»، بعد نصّ هذه العقيلة وقول الشريف فيها: «سهم أصاب»، ومن عجيب الاتفاق، ما أخبرني به الوالد السيد العلامة عز الدين محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور باللّه قال: اجتمعنا نحن وجماعة من الأعيان بمنزل أخينا
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٤٤.
(٢) ديوان الشريف الرضي ٢/ ١٠٧ - ١٠٨.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٣٠.