نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[19] أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان

صفحة 274 - الجزء 1

  ينافس يومي فيّ أمسي تشرّفا، ... وتحسد أسحاري عليّ الأصائل⁣(⁣١)

  وطال اعترافي بالزمان وأهله ... فلست أبالي من تغول الغوائل

  فلو بان عضدي ما تأسّف منكبي، ... ولو مات زندي ما بكته الأنامل

  إذا وصف الطائيّ بالبخل مادر ... وعيّر قسّا بالفهاهة بأقل⁣(⁣٢)

  وقال السّهى للشمس: أنت خفيّة، ... وقال الدجى للصبح: لونك حائل

  وطاولت الأرض السماء سفاهة، ... وفاخرت الشّهب الحصى والجنادل⁣(⁣٣)

  فيا موت زر، إنّ الحياة ذميمة، ... ويا نفس جدّي، إن دهرك هازل

  ومنها:

  وقد أغتدي والليل يبكي تأسّفا ... على نفسه، والنجم في الغرب مائل

  بريح أعيرت حافرا من زبرجد ... لها التبر جسم، واللّجين خلاخل⁣(⁣٤)

  يعني الفرس الأشقر، وهي طويلة يتمنى لو تحلّا بها بهرام، ولو علّقها السما شنفا بدل الثريا في الإظلام.

  وما أحسن ما راعى في صفة الفرس بين النضائر النفيسة بين التبر واللجين والزبرجد، وإن كان جميعها محاسن العقايل.

  وما در رجل صدرت إبله عن الحوض وبه بقيّة ماء، فسلح فيه وقذّره لئلا يرده غيره.

  وذكر الزمخشري⁣(⁣٥) عند قوله تعالى: {إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ


(١) أسحار: جمع سحر وهو وقت ادبار الليل واقبال النهار. الأصائل: جمع أصيل وهو العشي أي ما بعد العصر إلى المغرب.

(٢) الطائي: هو حاتم الطائي من أجواد العرب. مادر: لقب أحد البخلاء في العرب من هلال بن عامر بن صعصعة ويضرب به المثل في البخل. قس: هو قس بن ساعدة الأيادي من فصحاء العرب. الفهاهة: العي. بأقل: رجل يضرب به المثل في العي.

(٣) الجنادل: جمع جندل وهي الحجارة أو قدر ما يقله الرجل منها.

(٤) كاملة في ديوانه «سقط الزند» ٥٦ - ٥٨.

(٥) محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، جار اللّه، أبو القاسم: من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب. ولد في زمخشر (من قرى خوارزم) سنة ٤٦٧ هـ وسافر إلى مكة فجاور بها زمنا فلقب بجار اللّه. وتنقل في البلدان، ثم عاد إلى الجرجانية (من قرى خوارزم) فتوفي فيها سنة ٥٣٨ هـ. أشهر كتبه «الكشاف - ط» في تفسير القرآن، و «أساس البلاغة - ط» و «المفصل - ط» وغيرها، وله «ديوان شعر - خ». وكان معتزلي المذهب، مجاهرا، شديد الإنكار على المتصوفة، أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره. =