[29] الصاحب أبو القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن
  هتف الصبح بالدجى فاسقنيها ... قهوة تترك الحليم سفيها
  لست أدري لرقّة وصفاء ... هي في كأسها أم الكأس فيها
  وروي أن الصاحب أخّر جائزة بعض الشعراء، فأهدى له الشاعر نرجسا، فقال الصاحب:
  لما أطلنا عنه تغميضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
  فدلّنا ذاك على أنه ... قد اقتضانا الصفر والبيضا
  وعجل جائزته.
  وله أيضا:
  قولوا لاخواننا جميعا ... من كلّهم سيّد مرزا:
  من لم يعدنا إذا مرضنا ... إن مات لم نشهد المعزّى(١)
  ما أحسن حشمة الصاحب، وأفحش قول أبي الحسن اللّحام الحرّاني(٢):
  إني اعتللت علّة ... سقطت منها في يدي
  وكان في الإخوان من ... لم أرهم في العوّد
  فقلت فيهم كلّهم ... قول امرئ مقتصد
  أير الذي قد عادني ... في أست الذي لم يعد
  ومن ظريف أهاجيه في ابن متويه، والظاهر أنه كان يخالفه في المعتقد:
  سبط متويه رقيع سفله ... أبدا يبذل فينا أسفله
(١) يتيمة الدهر ٣/ ٢٤٠، معاهد التنصيص ٢/ ١٥٩، ديوانه ٢٣٦.
(٢) هو أبو الحسن علي بن الحسن اللحام الحراني. قال الثعالبي: (هو من شياطين الأنس ورياحين الأنس. وقع إلى بخاري في أيام الحميد وبقي إلى آخر أيام السديد، يطير ويقع، ويهجو وقلما يمدح. كان غزير الحفظ حسن المحاضرة، ساحر الشعر، كثير الملح والغرر، وكان لا يهجو إلا الصدور). وبعد أن أورد طائفة من شعره قال ما ملخصه: وفي آخر عمره لم تزده الشيخوخة إلّا بذاء وتولغا بأعراض الناس، ولم يسلم منه أحد من الأمراء والوزراء. صدر الأمر السلطاني بتأديبه، فنفي إلى نيسابور. وحينما نزل في أحد خاناتها. أرسل إليه صاحب الجيش من حمله ومتاعه على البغال إلى مدينة قاين وهو مريض لا يستطيع حمل رأسه، فلما شارف المحل المقصود قضى نحبه.
ترجمته في: يتيمة الدهر ٤/ ١٠٢، أنوار الربيع ١ / هـ ١٨٤.