نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 373 - الجزء 1

  وسرى بمكة حين بات مبيته ... ومضى بروعة خائف مترقب⁣(⁣١)

  خير البرية هاربا من شرها ... بالليل مكتتما ولم يستصحب⁣(⁣٢)

  إلّا سوى رجل مخافة أنه ... خشي الإذاعة منه عند المهرب

  باتوا وبات على الفراش ملفّعا ... فيرون أن محمدا لم يذهب⁣(⁣٣)


(١) مبيته: يقصد الموضع الذي كان يبيت فيه النبي ÷ وهذه إشارة إلى مبيت أمير المؤمنين # على فراش رسول اللّه ÷ ليلة الغار وسنورد هذه المأثرة العظيمة عند شرح البيت (٥٦) الروعة:

الفزعة، والترقب: الانتظار.

(٢) لم يستصحب: يقصد أن النبي ÷ لم يستصحب أحدا عند خروجه من داره لأنه كان قد أمر أبا بكر وهند بن أبي هالة ® أن يقعد له بمكان ذكره لهما في طريقه إلى الغار (أعيان الشيعة ٢: ٥٩).

(٣) في هذا البيت والأبيات التي تليه إلى البيت رقم ٦٢ يقص الشاعر حادثة مبيت أمير المؤمنين علي # على فراش النبي ÷ ليلة هاجر من البلد الحرام مكة المكرمة وهي: - لما أجمعت قريش على قتل النبي ÷ جاء إليه جبرئيل # وأخبره بما عزمت عليه قريش وقال له لا تبت على فراشك. فدعا النبي ÷ عليا # وقال له إن اللّه سبحانه وتعالى أوصى إليّ أن أهجر دار قومي.

وأن أنطلق إلى غار ثور. فارقد على فراشي واشتمل ببردى الحضرمي. وأعلم أن اللّه تعالى يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن أم وامتحنني بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل. فصبرا صبرا فإن رحمة اللّه قريبة من المحسنين. ثم ضمه إلى صدره وأوصاه بقضاء ديونه وإنجاز عداته ورد الودائع إلى أهلها ثم خرج في سواد الليل وبيده قبضة من تراب نثرها على رؤوس المنتدبين من قريش للفتك به وكان يقرأ {وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} - يس - ٩ - ومضى حتى إنتهى إلى الغار وبصحبته أبو بكر ¥. وبات علي على فراش النبي #. فلما أصبح القوم وأرادوا الفتك به وهم لا يشكون أنه النبي ÷. ثار إليهم فتفرقوا عنه حين عرفوه. فأسقط في يدهم وانتقض تدبيرهم.

(دلائل الصدق ٢: ٨٠ والمناقب ١: ١٨٣ والإرشاد للمفيد ٢٢). وفي تفسير الفخر الرازي ٥:

٢٢٣ - بات (علي) على فراش رسول اللّه ÷ ليلة خروجه إلى الغار. ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل # عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي بخ بخ من مثلك يا آبن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة. ونزلت الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ} - البقرة - ٢٠٧ - وجاء في ينابيع المودة (٧٥) نقلا عن الثعلبي في تفسيره وابن عقبة في ملحمته وأبي السعادات في فضائل العترة والغزالي في الإحياء بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة (ربيب النبي ÷ أمه خديجة أم المؤمنين) أنهم قالوا: قال رسول اللّه ÷ أوصى اللّه إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت. فأوصى اللّه إليهما إني آخيت بين علي وليّ وبين نبي فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته. إهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه. فهبطا فجلس جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرئيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب =