[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  فعرفته، وقالت: لا شيء أعجب من هذا، يماني وتميمية، وشيعي وحرورية، كيف يجتمعان، قال عليّ أن لا نذكر نسبا ولا مذهبا(١).
  فذكر الثعالبي: إنها تزوجته دائما ولم تزل في حسن المعاشرة له حتى ماتا.
  وأما أبو الفرج فزاد في الحديث: إنها قالت، أما علمت إنها إذا أرخيت الستور، وانكشف المستور، وظهرت خفيّات الأمور؟ قال: فأعرض عليك أخرى، قالت: وما هي؟ قال: المتعة التي لا يعلم بها أحد، قالت: تلك أخت الزنا، فقال: لها أعيذك باللّه أن تكفري بعد الأيمان، قالت: وكيف ذاك؟ قال:
  قال اللّه تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}(٢)، قالت:
  استخير اللّه وأقلّدك ومضت معه وقضى حاجته، وبلغ أهلها من الخوارج فتوعدوها بالقتل، فكانت تواصله متى وجدت إلى ذلك سبيلا(٣).
  واحسب أن قول الأصفهاني أصح، لأن العقد الدائم على الناصبية لا تجيزه الإمامية، بخلاف المتعة فتجوز بالكتابية، ويؤيد ما ذكره المرتضى وغيره إن السيد كان أولا كيسانيا ثم عاد إماميا، لأن المتعة لم تحلّها إلّا الإمامية، وابن عباس وابن جريح والظاهرية بعد تحرم عمر لها، وكان رجوع السيد عن مذهبه إلى مذهب الشيعة الإمامية بدعاء الصادق # إياه إليه، وقال قصيدة مطلعها:
  «تجعفرت باسم اللّه واللّه أكبر» وهي معروفة.
  * * *
  والكيسانية: فرقة من الشيعة قالوا: الإمام بعد الحسين # أبو القاسم محمد بن الحنفية ¥(٤)، ثم ولده أبو هاشم، ثم وصيّه محمد بن علي
(١) الأغاني ٧/ ٢٨٣ - ٢٨٥ مع اختلاف بالنص.
(٢) سورة النساء: الآية ٢٤.
(٣) الأغاني ٧/ ٢٨٥.
(٤) محمد بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو القاسم المعروف بابن الحنفية: أحد الأبطال الأشداء في صدر الإسلام: وهو أخو الحسن والحسين، غير أن أمهما فاطمة الزهراء، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، ينسب إليها تمييزا له عنهما. وكان يقول: الحسن والحسين أفضل مني. كان واسع العلم، ورعا، أسود اللون. وأخبار قوته وشجاعته كثيرة. وكان المختار الثقفي يدعو الناس إلى إمامته، ويزعم أنه المهدي. وكانت الكيسانية (من فرق الإسلام) تزعم أنه لم يمت وأنه مقيم برضوى. ولد في المدينة سنة ٢١ هـ وتوفي فيها سنة ٨١ هـ وقيل: خرج إلى =