بثأر الحسين # والقاتل لقتلته عمر بن سعد بن أبي وقاص، وابن زياد، وشمر ابن ذي الجوشن الضبابي، وكان المختار رأس التوابين الثائرين بدم الحسين النادمين على خلاذنه من أهل الكوفة، وكان كيسانيا، لكن له مناقب بقتله أعداء اللّه لم تكن لغيره، ولما ادعى ابن الزبير الخلافة بمكة صحبه المختار فكان يمكر به ويخادعه حتى خافه ابن الزبير فبعثه إلى الكوفة واليا فضبطها وخلع ابن الزبير ودعا إلى أهل البيت وجهّز إبراهيم بن الأشتر في ستة آلاف فارس لمقاتلة عبيد اللّه بن زياد في الجزيرة بموضع يعرف بعين الوردة، وقد أقبل من الشام ليأخذ الكوفة لمروان بن الحكم ومعه ما يزيد على ثلاثين ألف فارس فيهم الحصين بن نمير السكوني الذي رمى الكعبة بالمنجنيق أيام يزيد.

  وقال أبو العباس المبرد⁣^(⁣١) في الكامل: إنه قتل في تلك الوقعة من أصحاب ابن زياد ثلاثة وسبعون ألفا ولم يقتل من أصحاب إبراهيم بن الأشتر

= دخل الكوفة أن يقتل من قاتلوا «الحسين» وقتلوه، فبايعه زهاء سبعة عشر ألف رجل سرا، فخرج بهم على والي الكوفة عبد اللّه بن مطيع، فغلب عليها، واستولى على الموصل، وعظم شأنه.

وتتبع قتلة الحسين، فقتل كثيرين ممن كان لهم ضلع في تلك الجريمة. وعمل مصعب بن الزبير، وهو أمير البصرة بالنيابة عن أخيه عبد اللّه، على خضد شوكة المختار، فقاتله؛ ونشبت وقائع انتهت بحصر المختار في قصر الكوفة، وقتله ومن كان معه سنة ٦٧ هـ. ومدة إمارته ستة عشر شهرا، وسمىّ صاحب كتاب «الغدير» واحدا وعشرين مصنفا في أخباره.

ترجمته في:

الإصابة: ت ٨٥٤٧ والفرق بين الفرق ٣١ - ٣٧ وابن الأثير ٤: ٨٢ - ١٠٨ والشعور بالعور - خ. والطبري ٧: ١٤٦ والحور العين ١٨٢ وثمار القلوب ٧٠ وفرق الشيعة ٢٣ والمرزباني ٤٠٨ والأخبار الطوال ٢٨٢ - ٣٠٠ والذريعة ١: ٣٤٨ و ٣٤٩ وأنظر منتخبات في أخبار اليمن ٣٢ و «الفاطميون في مصر» ٣٤ - ٣٨ وفيه بحث عن علاقة المختار بالكيسانية. وفي التاج ٤: ٢٣٨ والقاموس: كيسان لقب المختار بن أبي عبيد المنسوب إليه «الكيسانية» الطائفة المشهورة.

والغدير ٢: ٣٤٤ - ٣٤٥، الإعلام ط ٤/ ٧ / ١٩٢.

(١) محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد: إمام العربية ببغداد في زمنه، وأحد أئمة الأدب والأخبار. مولده بالبصرة سنة ٢١٠ هـ ووفاته ببغداد سنة ٢٨٦ هـ. من كتبه «الكامل - ط» و «المذكر والمؤنث - خ» و «المقتضب - ط» وغيرها.

ترجمته في:

بغية الوعاة ١١٦ ووفيات الأعيان ٤/ ٣١٣ - ٣٢٢ «وفاته سنة ٢٨٦ وقيل ٢٨٥» وسمط اللآلي ٣٤٠ والسير في ٩٦ وتاريخ بغداد ٣: ٣٨٠ وآداب اللغة ٢: ١٨٦ ولسان الميزان ٥: ٤٣٠ ونزهة الألبا ٢٧٩ وطبقات النحويين ١٠٨ - ١٢٠ وعاشر أفندي ٦٧، الإعلام ط ٤/ ٧ / ١٤٤.