[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  إلّا أقل من مائة رجل، وفيهم يقول الشاعر:
  برزوا نحوهم بسبعة الآ ... ف أرتهم عجائبا في اللّقاء
  فجزاك ابن مالك وأبا إسحا ... ق عنّا الإله خير الجزاء
  ابن مالك: هو ابن الأشتر.
  وأبو إسحاق: كنية المختار.
  ورواية المبرد تقتضي أن عسكر الشام نحو الثمانين ألف، وعسكر إبراهيم سبعة آلاف.
  وذكر الكلام الأول الذهبي في تأريخ الإسلام(١).
  والتقى إبراهيم بن الأشتر وعبيد اللّه بن زياد في تلك الوقعة وعبيد اللّه مكفّر بالدرع واللّامة فضربه إبراهيم فقتله فلم يعرفه ففاح منه عرف المسك فأنكرها إبراهيم فتعرفوه فحزّ رأسه وأدخله الكوفة، فلما رآه المختار خرّ ساجدا ثم وجّه إلى عمر بن سعد وابنه حفص وضرب رأسيهما، وقال: عمر بالحسين وحفص بعلي بن الحسين، ولا سواء.
  وبعث إلى شمر فهرب فتبعه أصحاب المختار فأتوا برأسه، ثم أن المختار وجّه هذه الرؤوس الخبيثة إلى أبي القاسم محمد بن الحنفية فوجهها أبو القاسم ¥ من مكة إلى زين العابدين # وهو بالمدينة فوافته وهو يتغدى مع أصحابه، فخرّ للّه ساجدا ودعا للمختار، وكان # آلى أن لا يلبس الجديد، ولا يمسّ الطيب، ولا يضحك مذ رأى مصاب أبيه حتى ينتقم اللّه له، فلما كان ذلك اليوم ضحك وسرّ سرورا عظيما وحمد اللّه تعالى..
  وخان أهل الكوفة المختار على عادتهم، وذلك أن عبد اللّه بن الزبير وجّه إليه أخاه مصعبا في أهل البصرة فخانه أصحابه فقتله مصعب في الحرب، وظفر بمن ثبت معه وهم سبعة آلاف - وقال ابن قتيبة ثمانية آلاف - فقتلهم صبرا في يوم واحد حتى قال له أخوه عروة منكرا لما فعل: أرأيت لو أنك ذبحت سبعة آلاف من الغنم التي لأبيك في ساعة واحدة أما كنت تعد مسرفا، فكيف بسبعة آلاف
(١) تاريخ الإسلام ٢/ ٣٨٠ - ٣٨١.