[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع
  قتلتهم من المسلمين، قال: نعم، وقيل: إن القائل له هذه المقالة عبد اللّه بن عمر ابن الخطاب.
  ومن قبائح مصعب أنه قتل عمرة بنت النعمان بن بشير زوجة المختار أمرها أن تتبرء من المختار وأهل البيت، فقالت: لا يراني اللّه متبرئة من أهل رسوله ولا من ناصرهم، فكتب إلى أخيه عبد اللّه بخبره فعاد جوابه بقتلها إن لم تتبرء، وذكر ساعة قتلها وما فعل بها ابن الأثير الجزري في تأريخه، رحمها اللّه تعالى، فضرب رقبتها(١).
  وقال في ذلك عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
  إنّ من أكبر الكبائر عندي ... قتل بيضاء حرّة عطبول
  قتلت حرّة على غير جرم ... إن للّه درها من قتيل
  كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذيول
  وذكر أبو الفرج الكاتب الأصبهاني: إن أخت عمرة هذه كانت شاعرة لطيفة ماجنة وكانت زوج روح بن زنباع الجذامي(٢) وزير عبد الملك بن مروان وكان أسودا ضخما، وقالت له يوما: كيف تسود وفيك خصلتان مذمومتان، أنت من جذام، وأنت غيور، فقال: يا هذه أما إني من جذام فأنا من أشرافها وحسب الرجل أن يكون في بيت شرف قومه، وأما الغيرة فمن المروءة أن يغار الإنسان على المرأة الورهاء الحمقى مثلك خشية أن تأتي بولد من غيره فترميه به، وقيل:
  عيّرته بثلاث خصال منها السواد، فأجابها عنه بأن المسك أسود ولها فيه:
  بكى الخزّ من روح وأنكر جلده ... وعجّت عجيجا من جذام المطارف
(١) الكامل لابن الأثير ٣/ ٣٨٦.
(٢) روح بن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي، أبو زرعة: أمير فلسطين، وسيد اليمانية في الشام وقائدها وخطيبها وشجاعها. قيل: له صحبة. كان عبد الملك بن مروان يقول: جمع روح طاعة أهل الشام ودهاء أهل العراق وفقه أهل الحجاز. وله مع عبد الملك وغيره أخبار، توفي سنة ٨٤ هـ.
ترجمته في:
الإصابة: الترجمة ٢٧٠٧ وتهذيب ابن عساكر ٥: ٣٣٧ والبداية والنهاية ٩: ٥٤ وسمط اللآلي ١٧٩. الإعلام ط ٤/ ٣ / ٣٤.