نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 395 - الجزء 1

  وقال العبا قد كنت قدما لباسهم ... وأكسية كرديّة وقطائف

  وكان ربّما ضجر منها فيدعو عليها بقوله: بلاك اللّه برجل يملأ خدّك لطما وحجرك قيئا، ثم طلقها، فتزوّجها الفيض بن محمد بن أبي عقيل الثقفي⁣(⁣١) وكان شابا يصيب من الشراب فأحبّته وكان ربما سكر فتقيأ في حجرها ولطمها، فقالت فيه:

  سمّيت فيضا وما شيء تفيض به ... إلّا بسلحك بين الباب والدار

  فتلك دعوة روح الخير أعلمها ... سقى ثراه الآله الأوطف السّاري⁣(⁣٢)

  ومن شعرها في بعض أزواجها:

  نكحت المدينيّ إذ جاءني ... فيالك من نكحة غاويه

  لعمر دمشق لشبّانها ... أحبّ إلينا من العالية⁣(⁣٣)

  ترى زوجة الشيخ مهمومة ... وتمسي لصحبته قاليه

  فلا بارك اللّه في عوده ... ولا في غصون استه البالية

  وكان عبد اللّه بن الزبير مع شجاعته كثير النصب، لم يكفه يوم الجمل حتى حصر بني هاشم وفيهم محمد بن الحنفية وعبد اللّه بن عباس بشعب أبي طالب في مكة، وجمع الحطب لإحراقهم، فلو لا اتفق ورود أبي عبد اللّه الجدلي في أربعة آلاف وجهه المختار من الكوفة لنصرة أبي القاسم بن الحنفية فهجم السجن واستنقذهم لهلكوا، وترك الصلاة على النبي ÷ في الخطب أربعين جمعة لئلا تشمخ أنوف بني هاشم إذا ذكره، وله حكايات في البخل يطول سردها، ومنها:

  ما حدّث به العتبي قال: قدم معن بن أوس المزني الشاعر المشهور مكة على ابن الزبير، فأنزله دار الضيفان، وكان ينزلها الغرباء وأبناء السبيل والضيفان، فأقام معن يومه لم يطعم شيئا، حتى إذا كان الليل جاءهم ابن الزبير بتيس هرم هزيل فقال: كلوا من هذا وهم نيف وسبعون رجلا، فغضب معن وخرج من عنده وأتى عبد اللّه بن عباس فقراه وحمله وكساه، ثم أتى عبد اللّه بن جعفر وحدّثه


(١) في الأغاني: الفيض بن محمد بن الحكم أبي عقيل.

(٢) الأوطف من السحاب: الداني من الأرض. ملخصا عن الأغاني ٩/ ٢٦٣ - ٢٦٨.

(٣) الأغاني ٩/ ٢٦١.