نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[31] أبو هاشم إسماعيل بن يزيد بن وادع

صفحة 396 - الجزء 1

  بحديثه فأعطاه حتى أرضاه وأقام عنده ثلاثا، ثم رحل، وقال يهجو عبد اللّه بن الزبير، ويمدح ابن جعفر وابن عباس:

  ظللنا بمشتد الرياح عذية ... إلى أن تعالى اليوم في شرّ محضر

  لدى ابن الزبير جالسين بمنزل ... من الخير والمعروف والبرّ مقفر

  رمانا أبو بكر وقد طال يومنا ... بتيس من الشاه الحجازي أعفر

  وقال: اطعموا منه ونحن ثلاثة ... وسبعون إنسانا فيا لؤم مخبر

  فقلت له: لا تقربن فأمامنا ... جنان ابن عباس العلى وابن جعفر

  وكن آمنا وارفق بتيسك إنه ... لذو اعنز ينزو عليهن أنسر

  وقال أبو عبيدة: عجبا من العرب تضرب المثل ببخل مادر لأجل قضية، ويحتمل التأويل. ويغفلون عن ابن الزبير الذي قال لأصحابه وقد أطعمهم تمرا:

  لعنكم اللّه أكلتم تمري وعصيتم أمري.

  وقال لرجل من عسكره يقاتل عن دولته: رآه وقد دقّ في صدور أهل الشام ستة رماح: اعتزل حربنا فإن بيت المال لا يحتمل هذا.

  وقال لرجل يبيع الدقيق: لعن اللّه بضاعتك هذه التي هي مؤنة ضرس، وضمان نفس.

  وسمع أن هلال بن الأشعر جاع في سفر فأكل بعيره، فقال لأصحابه دلّوني على قبره حتى أنبشه.

  وساق أبو عبيدة عجائب له في البخل.

  وزعم آخرون أن المختار كان كذّابا في دعائه إلى ابن الحنفية.

  وذكر أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل: إن محمد بن الحنفية حين بلغه دعاء المختار إليه همّ بالقدوم إلى الكوفة، فأقلق ذلك المختار فكتب إليه أن للمهدي علامة تبرز أول ظهوره للناس فيضربه رجل منهم بسيف ولا يضرّه، فذلك هو المهدي المبشّر به، فكفّ محمد عمّا همّ به من الخروج⁣(⁣١).

  * * *


(١) الأوائل.