ويزيد بن مفرّغ جدّ السيد من أمّه: هو أبو عثمان، يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري وقيل مولاهم، الشاعر المشهور⁣^(⁣١)، وإنّما لقب جده مفرّغا لأنه راهن على سقاء فيه لبن أن يشربه كله فأفرغه في جوفه⁣^(⁣٢). وقد ذكرنا في الترجمة التي قبل هذا⁣^(⁣٣) سبب هجائه عبّاد بن زياد بن أبيه وهو شاعر متصرف، ومن مشهور قوله:

  لا ذعرت السّوام في فلق الصب ... ح مغيرا ولا دعيت يزيدا

  يوم أعطي مخافة الموت ضيما ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا

  والأبيات التي هجا بها عبّادا إلى غاية الجودة، وكان حبسه بعد البيت الذي ذكرناه⁣^(⁣٤) هناك.

  وكان لابن مفرّغ غلام عزيز عليه اسمه برد، وجارية اسمها الأراكة، وكان الغلام يدخل عليه السجن ويخرج، فدسّ عبّاد غرماه أنهم يطالبوه فرافعوه إلى عبّاد، فلم يكن عنده ما يرضيهم به طباع عبّاد منهم بردا والأراكة، فقال يزيد:

  أصرمت حبلك من أمامه ... من بعد أيّام برامه

  فالرّيح تبكي شجوها ... والبرق يضحك في الغمامة

  لهفي على الأمر الذي ... كانت عواقبه ندامه

  تركي سعيدا ذا النّدى ... والبيت ترفعه الدّعامه

  ليثا إذا شهد الوغى ... ترك الهوى ومضى أمامه

  فتحت سمرقند له ... وبنى بعرصتها خيامه

  وتبعت عبد بني علا ... ج، تلك أشراط القيامة!⁣^(⁣٥)

  جاءت به حبشيّة ... سكّاء تحسبها نعامه⁣^(⁣٦)

  من نسوة سود الوجو ... هـ ترى عليهن الذمامه

(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) الأغاني ٧/ ٢٤٩.

(٣) انظر الترجمة رقم ٣٠.

(٤) وفيات الأعيان ٦/ ٣٥٣.

(٥) بنو علاج: بطن من ثقيف.

(٦) سكاء: صغيرة الأذنين.