نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[46] القاضي شرف الدين الحسن بن القاضي جمال

صفحة 521 - الجزء 1

  غير أني رددت برّك إذ كا ... ن ربا منك والرّبا لا يحل

  وإذا ما أجزت شعرا بشعر ... قضي الحق والدنانير فصل

  فأما عمارة اليمني⁣(⁣١) فإنه جاد شعره بمصر لما لقى قوما كراما كما قال حين رآهم:

  قدمت مصرا فأولتني خلائقها ... من المكارم ما أربا على الأمل

  قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن ... تمامها أنها جاءت ولم أسل

  وأول ما قيل ذكره حين قدم مصر رسولا من مكة المشرفة فمدح الفائز والصالح الوزير بتلك القصيدة الميمية التي هي أحسن من الزهر غب المطر، وسيأتي ذكر القصيدة وأشياء تتعلق بها وقد ذكر عمارة في تأريخ زبيد: إنه تخرج بأبي عبد اللّه بن القاسم المذكور وأدخله معه إلى عدن وأدخله مجلس الداعي سبا، قال: وكنت إذ ذاك في نهاية الجهل إلا أني أحبّ الأدب. فنظم لي أبو عبد اللّه قصيدة ونحلنيها ومدح بها الداعي وتولّى إنشادها بنفسه وأنا معه لا أتكلم فاستحسنها الداعي وأجازني عنها، فقد صحّ بهذا أنه مصري الشعر، وأبو الحسن علي بن محمد التهامي⁣(⁣٢) كذلك وغير هؤلاء، إنما هم وزّانون لا شعراء.

  * * *

  رجع، ومن شعر القاضي الحسن أوّل قصيدة كاذت أن تسيل من الرقّة، وأن تبعث بالشيص من الرقة:

  يا دار سلمى بسفح ذي سلم ... حيّاك، حيّاك واكف الدّيم⁣(⁣٣)

  نداء صبّ لا يستجاب له، ... وغير مجد نداء ذي صمم!


(١) ترجمه المؤلف برقم ١٢٦.

(٢) هو أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي، شاعر فحل، ذرب اللسان وروع عن الهجاء. ولد باليمن، وقدم الشام والعراق والجبل. ولي خطابة الرملة في فلسطين، وذهب إلى مصر مستخفيا ومعه كتب كثيرة من حسان بن مفرج إلى بني قرة، فظفروا به، وقتل في سجن القاهرة سرا في سنة ٤١٦ هـ. من آثاره: ديوان شعر صغير أكثره نخب.

ترجمته في: فيات الأعيان ٣/ ٣٧٨ - ٣٨١، النجوم الزاهرة ٤/ ٣٦٣، شذرات الذهب ٣/ ٢٠٤ دمية القصر / ٤٤، روضات الجنات / ٤٦١، تأسيس الشيعة / ٢١٥، أنوار الربيع ١ / هـ ٦٢ - ٦٣.

(٣) الواكف: المطر المنهل، الديمة وجمعها ديم: مطر يدوم في سكون.