نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[46] القاضي شرف الدين الحسن بن القاضي جمال

صفحة 522 - الجزء 1

  أين الأولى أقفروك وارتحلوا، ... وأوحشوا الرّبع بعد أنسهم؟

  باتوا وشمل الوصال منتظم، ... وأصبحوا، وهو غير منتظم

  أنأتهم عنك أينق رسم ... ما لي وما لأيانق الرّسم؟⁣(⁣١)

  سرت بمن لو بدا لبدر دجى ... في تمّه لا ستجنّ في الظّلم!⁣(⁣٢)

  هذه الطريقة هي جادة ابن التعاويذي⁣(⁣٣) وابن صردر⁣(⁣٤) لأنها المطبوعة التي لا يخطب عاشقها التصنّع البديعي ما لم تتطفّل عليه غاداته، فأمّا مذهبه في طريق الشام الحالية ومصر الذي جاورها الهرم فصرمته وعدت بأذيالها غانية، فمما سبق فيه وكاد أن يزهد الحبيب في در فيه قوله في نقل معنى قول أبي عبادة البحتري من صفة العيس إلى وصف زينب ولميس:

  وثلاث لمّا بدت لي منها ... سلبتني بهنّ ثوب استتاري

  حاجباها، ومقلتاها، وما تن ... ثّر من درّ لفظها السحّار

  كالقسيّ المعطّفات بل الأس ... هم مبريّة بل الأوتار!⁣(⁣٥)

  وما تطرب أوتار المثنى كما تطرب هذه الثلاث، ولا يخفى إجادة أبي عبادة البحتري بمراعاته النظائر، ولكنه لو علم كيف يستعملها من جاء بعده فعل ببيته سميّ جدّه وهو طيء، وأيقن أن معناه المستحسن سيزول زوال الفيء.

  وله في مذهب الشاميين والمصريين في التورية:

  مشروطة خطرت ترنّح قامة ... يخزي الذّوابل لينها وشطاطها


(١) «أنأتهم عنك»: أبعدتهم، والأنيق: جمع ناقة، وأرسم الناقة: جعلها ترسم في سيرها.

(٢) إستجن: إستتر. القصيدة كاملة في ديوان الهبل ١٢٠ - ١٢٣.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٦٥.

(٤) هو الرئيس الجليل أبو منصور علي بن الحسن بن علي المعروف بصردر. شاعر فحل وكاتب مشهور، جمع بين جودة السبك وحسن المعنى. ولد سنة ٤٠٠ هـ وتوفي سنة ٤٦٥ هـ. وسبب موته أنه تردى في حفرة أعدت لاقتناص الأسد، في قرية بطريق خراسان. له ديوان شعر مطبوع.

ترجمته في: أعيان الشيعة ٤١/ ١١١، والذريعة ٩/ ٦٠٦، وفيات الأعيان ٣/ ٣٨٥ - ٣٨٦، شذرات الذهب ٣/ ٣٢٢، النجوم الزاهرة ٥/ ٩٤، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٨٥ - ٣٨٧.

(٥) ديوان الهبل ٣٦٠.