(50) شرح إعراب سورة ق
  قم قم، فجاؤوا بالألف لتدلّ على هذا المعنى، وكذا «ألقيا» وقول أخر: يكون مخاطبة لاثنين. قال عبد الرحمن بن زيد: معه السائق والحافظ جميعا. قال مجاهد وعكرمة: العنيد المجانب للحقّ والمعاند لله جلّ وعزّ. قال محمد بن يزيد: عنيد بمعنى معاند مثل ضجيع وجليس.
  {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ٢٥}
  {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} أي لما يجب عليه من زكاة وغيرها. والخير المال. و {مُعْتَدٍ} على الناس بلسانه ويده. قال قتادة: {مُرِيبٍ} شاك.
  {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ ٢٦}
  {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ} يكون «الذي» في موضع نصب بدلا من كلّ وبمعنى أعني، ويكون رفعا بإضمار مبتدأ، وبالابتداء وخبره {فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ}.
  {قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ٢٧}
  {قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ} أي ما جعلته طاغيا أي متعدّيا إلى الكفر. {وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} أي في طريق جائر عن الحق.
  {قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨}
  {قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ} قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: اعتذروا بغير عذر فأبطل عليهم حجّتهم {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} أي بالوعيد الذي لا حيف فيه، ولا خلف له فلا تختصموا لديّ.
  {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}
  {ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ} قال مجاهد: أي قد قضيت ما أنا قاض. {وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} أي لا أخذ أحدا بجرم أحد.
  {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠}
  {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ} والعامل في يوم ظلام {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} في معناه قولان: أحدهما أنّ المعنى: ما في مزيد، ويحتج صاحب هذا القول بقوله جلّ وعزّ: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ}[السجدة: ١٣، ص: ٨٥]. وهذا قول عكرمة، ونظيره الحديث حين قيل للنبيّ ﷺ: ألا تنزل دارا من دورك؟ فقال: «وهل ترك لنا عقيل من دار»(١) أي ما
(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٦/ ٣٤، والمتقي الهندي في كنز العمال (٣٠٤٢٩) و (٣٠٦٨٥).