إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(51) شرح إعراب سورة الذاريات

صفحة 158 - الجزء 4

  الْحُبُكِ}⁣(⁣١) نعت. قال الأخفش: الواحد حباك. وقال الكسائي والفراء⁣(⁣٢): حباك وحبيكة. وجواب القسم {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ٨} قال قتادة: في معنى مختلف منكم مصدّق بالقرآن ومكذب به. وقال ابن زيد: يقول بعضهم: هذا سحر، ويقول بعضهم: شيئا أخر قولا مختلفا ففي أي شيء الحقّ.

  {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩}

  قال⁣(⁣٣) الحسن يصرف عن الإيمان والقرآن من صرف، وقيل: يصرف عن القول أي من أجله لأنهم كانوا يتلقّون الرجل إذا أراد الإيمان فيقولون له: سحر وكهانة فيصرف عن الإيمان.

  {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠}

  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله جلّ وعزّ {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠} قال: يقول: لعن المرتابون، وقال ابن زيد: يخترصون الكذب يقولون: شاعر وساحر وجاء بسحر، وكاهن وكهانة وأساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا فيخترصون الكذب.

  {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ ١١}

  {الَّذِينَ} في موضع رفع نعت للخراصين، وهي مبتدأ، و {ساهُونَ} خبره والجملة في الصلة وفي غير القرآن يجوز نصب ساهين على الحال. و {فِي غَمْرَةٍ} أي في تغطية الباطل والجهل: ومنه: فلان غمر وماء غمر يغطّي من دخله، ومنه الغمرة. قال ابن زيد: ساهون عن ما أنزله الله وعن أمره ونهيه.

  {يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ١٢}

  عن ابن عباس: يقولون: متى يوم الحساب. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إيان⁣(⁣٤) بكسر الهمزة وهي لغة.

  {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}

  اختلف النحويون في نصب «يوم» فقال أبو إسحاق: موضعه نصب، والمعنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون، والنحويون غيره يقولون: يوم في موضع رفع على


(١) انظر البحر المحيط ٨/ ١٣٣.

(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ٨٢.

(٣) انظر البحر المحيط ٨/ ١٣٤.

(٤) انظر مختصر ابن خالويه ١٤٥.