إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(53) شرح إعراب سورة النجم

صفحة 186 - الجزء 4

  أضللت أباك ونسبته إلى الكفر وأنت بتنصيرهم أولى فقال: خفت عذاب الله، فقال: أعطني شيئا وأنا أتحمّل عنك العذاب فأعطاه شيئا قليلا فتعاسر وأكدى، وكتب له كتابا وأشهد له على نفسه أنه يتحمّل عنه العذاب فنزلت {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى}.

  {وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى ٣٤}

  أي عاسره، وعن ابن عباس «أكدى» منع، وقال مجاهد: قطع.

  {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى ٣٥}

  أي أعلم أن هذا يتحمّل عنه العذاب، كما قال ويرى بمعنى يعلم حكاه سيبويه.

  {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى ٣٦ وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ٣٧}

  {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى ٣٦} {وَإِبْراهِيمَ} أنه لا يعذّب أحد من أحد. وروى عكرمة عن ابن عباس {وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى}⁣(⁣١) قال: كان قبل إبراهيم # فيؤخذ موضع رفع أي ذلك {أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}، والتقدير عند مجاهد: وفّى بما افترض عليه. قال محمد بن كعب: وفّى بذبح ابنه. وأولى ما قيل في معنى الآية بالصواب ما دلّ عليه عمومها أي وفّى بكل ما افترض عليه بشرائع الإسلام، ووفّى في العربية للتكثير.

  {أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ٣٨}

  «أن» في موضع نصب على البدل من «ما»، ويجوز أن يكون في موضع رفع أي ذلك {أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} والتقدير عند سيبويه أنه لا تزر وازرة. يقال: وزر يزر حمل الوزر.

  {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ٣٩}

  بمعنى وأنه أيضا أي يجازى إنسان إلا بما عمل.

  {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ٤٠}

  أن يظهر الناس يوم القيامة على ما عمله من خير أو شرّ لأنه يجازى عليه. قال أبو إسحاق: ويجوز {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ٤٠} قال: وهذا عند الكوفيين لا يجوز منعوا أنّ زيدا ضربت، واعتلوا في ذلك بأنه خطأ؛ لأنه لا يعمل في زيد عاملان وهما «أنّ»


(١) انظر البحر المحيط ٨/ ١٦٤ (قرأ الجمهور وفّى بتشديد الفاء، وقرأ أبو أمامة الباهلي وسعيد بن جبير وأبو مالك الغفاري وابن السميفع وزيد بن علي بتخفيفها).