إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(53) شرح إعراب سورة النجم

صفحة 190 - الجزء 4

  أي قل يا محمد لمن يشك ويجادل بأيّ نعم ربّك تمتري أي تشكّ، وواحد الالاء إلى، ويقال: ألى وإلي وأليّ، أربع لغات قال قتادة: أي فبأي نعم ربك تتمارى المعنى يا أيها الإنسان فبأيّ نعم ربّك تتشكّك؛ لأن المريّة الشكّ.

  {هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى ٥٦}

  {هذا نَذِيرٌ} مبتدأ وخبره. ومذهب قتادة أن المعنى هذا محمد نذير، وشرحه أنّ المعنى: هذا محمد من المنذرين أي منهم في الجنس والصدق والمشاكلة وإذا كان مثلهم فهو منهم. ومذهب أبي مالك أن المعنى: هذا الذي أنذرتكم به من هلاك الأمم نذير. {مِنَ النُّذُرِ الْأُولى} قال أبو جعفر: وهذا أولى بنسق الآية لأن قبله {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى}⁣[الآية: ٣] فالتقدير هذا الذي أنذرتكم به من النذر المتقدّمة.

  {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ٥٧}

  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: «الآزفة» من أسماء القيامة. قال: يقال أزف الشيء إذا قرب، كما قال: [الكامل]

  ٤٤١ - أزف التّرحّل غير أنّ ركابنا ... لمّا نزل برحالنا وكأن قد⁣(⁣١)

  {لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ ٥٨}

  قيل: معنى «كاشفة» المصدر أي كشفت مثل {لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ}⁣[الواقعة: ٢] وقال أبو إسحاق: «كاشفة» من يتبيّن متى هي، وقيل «كاشفة» من يكشف ما فيها من الجهد أي لوقعتها كاشف إلّا الله ø ولا يكشفه إلّا عن المؤمنين، وتكون الهاء للمبالغة.

  {أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ٥٩}

  أي من أن أوحى إلى محمد تعجبون.

  {وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ٦٠}


(١) الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه ٨٩، والأزهيّة ٢١١، والأغاني ١١/ ٨، والجنى الداني ١٤٦، وخزانة الأدب ٧/ ١٩٧، والدرر اللوامع ٢/ ٢٠٢، وشرح التصريح ١/ ٣٦، وشرح شواهد المغني ٤٩٠، وشرح المفصل ٨/ ١٤٨، ولسان العرب (قدد)، ومغني اللبيب ١٧١، والمقاصد النحوية ١/ ٨٠، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٥٦، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥٥، وخزانة الأدب ٩/ ٨، ورصف المباني ٧٢، وسرّ صناعة الإعراب ٣٣٤، وشرح الأشموني ١/ ١٢، وشرح ابن عقيل ١٨، وشرح قطر الندى ١٦٠، وشرح المفصّل ١٠/ ١١٠، ومغني اللبيب ٣٤٢، والمقتضب ١/ ٤٢، وهمع الهوامع ١/ ١٤٣.