إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(54) شرح إعراب سورة القمر

صفحة 201 - الجزء 4

  {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣}

  {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ} مبتدأ وخبره قال: وهذا على التوقيف كما حكى سيبويه: الشّقاء أحبّ إليك أم السعادة؟ {أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ} أي أكتب لكم أنكم لا تعذّبون.

  {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ٤٤}

  على اللفظ ولو كان على المعنى قيل: منتصرون.

  {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥}

  {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} قال أهل التفسير: ذلك يوم بدر. {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} واحد بمعنى الجمع: كما يقال: كثر الدّرهم.

  {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ٤٦}

  {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} من قال: «بل» لا يكون إلا بعد نفي قال: المعنى: ليس الأمر كما يقولون إنهم لا يبعثون بل الساعة موعدهم. {وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ} أي من هزيمتهم وتولّيهم.

  {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ٤٧}

  {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ} أي ذهب عن الحق. {وَسُعُرٍ} أي نار تسعّر.

  {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ٤٨}

  {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ} وفي قراءة ابن مسعود إلى النار⁣(⁣١) وهذه القراءة على التفسير، كما روى أبو هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه «يحضر المقتول بين يدي الله جلّ وعزّ فيقول له: فيم قتلت؟ فيقول: فيك، فيقول: كذبت أردت أن يقال: فلان شجاع فقد قيل: فيؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار»⁣(⁣٢). {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} أي يقال لهم.

  {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ٤٩}⁣(⁣٣)

  فدلّ بهذا على أنّهم يعذّبون على كفرهم بالقدر. وزعم سيبويه أن نصب «كلّ»


(١) انظر معاني الفراء ٣/ ١١٠، والبحر المحيط ٨/ ١٨١.

(٢) أخرجه الترمذي في سننه - الزهد ٩/ ٢٢٥.

(٣) انظر البحر المحيط ٨/ ١٨١ (قراءة الجمهور بالنصب، وقرأ أبو السمال وقوم من أهل السنة بالرفع).