(55) شرح إعراب سورة الرحمن
  {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ٨} «أن» في موضع نصب، والمعنى: بأن لا تطغوا، و {تَطْغَوْا} في موضع نصب بأن، ويجوز أن يكون «أن» بمعنى أي فلا يكون لها موضع من الإعراب، ويكون تطغوا في موضع جزم بالنهي. قال أبو جعفر: وهذا أولى؛ لأن بعده {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ٩} وقرأ بلال بن أبي بردة {وَلا تُخْسِرُوا}(١) بفتح التاء. وهي لغة معروفة.
  {وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ١٠}
  نصب الأرض بإضمار فعل.
  {فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ١١}
  {فِيها فاكِهَةٌ} مبتدأ. {وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ} عطف عليه. الواحد كمّ وهو ما أحاط بها من ليف وسعف وغيرهما.
  {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ١٢}
  {وَالْحَبُ} مرفوع على أنه عطف على فاكهة أي وفيها الحبّ. {ذُو الْعَصْفِ} نعت له. {وَالرَّيْحانُ} عطف أيضا. وقراءة الأعمش وحمزة والكسائي. {ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ}(٢) بالخفض بمعنى وذو الريحان.
  {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ١٣}
  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فبأيّ نعم ربّكما. قال أبو جعفر: فإن قيل: إنما تقدّم ذكر الإنسان فكيف وقعت المخاطبة لشيئين؟ ففي هذا غير جواب منها أن الأنام يدخل فيه الجنّ والإنس فخوطبوا على ذلك، وقيل: لمّا قال جلّ وعزّ: {وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ}[الحجر: ٢٧] وقد تقدم ذكر الإنسان خوطب الجميع وأجاز الفراء(٣). أن يكون على مخاطبة الواحد بفعل الاثنين، وحكى ذلك عن العرب.
  {خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤}
  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الصّلصال الطين اليابس. فالمعنى على هذا خلق الإنسان من طين يابس يصوّت؛ كما يصوّت الطين الذين قد مسّته النار. وهو الفخار. وقيل: الصلصال المنتن فعلان، من صلّ اللحم إذا أنتن، ويقال أصلّ.
(١) انظر مختصر ابن خالويه ١٤٩، والبحر المحيط ٨/ ١٨٨، وهذه قراءة زيد بن علي أيضا.
(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ١٨٩، وهذه قراءة حمزة والكسائي والأصمعي عن أبي عمرو.
(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ١١٤.