(55) شرح إعراب سورة الرحمن
  بيّناه والتقدير: فيهن حور. {قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ}، وقراءة طلحة {لَمْ يَطْمِثْهُنَ}(١) وهما لغتان معروفتان.
  {كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ ٥٨}
  أن في موضع خفض بالكاف، والكاف في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف «وهنّ» في موضع نصب اسم «أنّ»، وشددت لأنها بمنزلة حرفين في المذكّر، {الْياقُوتُ} خبر، {وَالْمَرْجانُ} عطل عليه.
  {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ ٦٠}
  مبتدأ وخبره أي على جزاء من أحسن في الدنيا إلّا أن يحسن إليه في الآخرة.
  {وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ٦٢}
  في معناه قولان: أحدهما ومن دونهما في الدرج. وهذا مذهب ابن عباس، وتأوّل أنّ هاتين الجنتين هما اللتان قال الله جلّ وعزّ فيهما: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: ١٧]، والقول الآخر ومن دونهما في الفضل وهذا مذهب ابن زيد، قال: وهم لأصحاب اليمين.
  {مُدْهامَّتانِ ٦٤}
  قال أبو حاتم: ويجوز في الكلام مدهمّتان؛ لأنه يقال: ادهمّ وادهامّ، ومدهامتان من نعت الجنتين.
  {فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ}
  روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {نَضَّاخَتانِ} قال: فيّاضتان وقال الضحاك: ممتلئتان، وقال سعيد بن جبير: نضّاختان بالماء والفاكهة، قال أبو جعفر: والمعروف في اللغة أنهما بالماء.
  {فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ٦٨}
  فيها ثلاثة أقوال: منها أنه قيل: إنّ النخل والرمان ليسا من الفاكهة لخروجهما منها في هذه الآية، وقيل هما منها ولكن أعيد إشادة بذكرهما لفضلهما. وقيل: العرب تعيد الشيء بواو العطف اتّساعا لا لتفضيل، والقرآن نزل بلغتهم والدليل على ذلك {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}[الحج: ١٨] ثم قال جلّ
(١) انظر تيسير الداني ١٦٧، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٦٢١، والبحر المحيط ٨/ ١٩٦.