(55) شرح إعراب سورة الرحمن
  عباقر فيردّ إلى الواحد فيقال أيضا. عبقريّ كما شرط النحويون جميعا في النسب إلى الجمع أنك تنسب إلى واحدة فتقول في النسب إلى المساجد: مسجديّ وإلى العلوم علميّ وإلى الفرائض فرضيّ فإن قال قائل فما يمنع من أن يكون عباقرا اسم موضع ثم ينسب إليها كما يقال: معافريّ؟ قيل له: إن كتاب الله جلّ وعزّ لا يحمل على ما لا يعرف وتترك حجّة الإجماع.
  {تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ٧٨}
  {تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} أي البركة في اسمه جلّ وعزّ والبركة في اللغة بقاء النعمة وثباتها. فحضهم بهذا على أن يكثروا ذكر اسمه جلّ وعزّ ودعاءه، وأن يذكروه بالإجلال والتعظيم له فقال: ذي الجلل والإكرام(١) أي الجليل الكريم وفي الحديث «ألظّوا بيا ذا الجلال والإكرام»(٢).
(١) قرأ ابن عامر (ذو الجلال) بالواو والباقون بالياء، انظر تيسير الداني ١٦٨، والبحر المحيط ٨/ ١٩٨.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٢٤)، وأحمد في المسند ٤/ ١٧٧، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٩٨، والطبراني في الكبير ٥/ ٦٠، والبخاري في التاريخ ٣/ ٢٨٠، وذكره السيوطي في الدرر ٦/ ١٥٣، والهيثمي في المجمع ١٠/ ١٥٨.