(56) شرح إعراب سورة الواقعة
  ذكر الفرّاء(١) معناه على سنّ واحد لا يتغيّرون كأنه مشتقّ من الولادة إلّا أنه يقال: وليد بين الولادة بفتح الواو.
  {بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨}
  {بِأَكْوابٍ} اجتزئ بالجمع القليل عن الكثير. {وَأَبارِيقَ} لم ينصرف؛ لأنه جمع لا نظير له في الواحد. {وَكَأْسٍ} واحد يؤدي عن الجمع، وروى عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} قال: الخمر، وقال الضحّاك: كل كأس في القرآن فهي الخمر، وقال قتادة: من معين من خمر ترى بالعيون.
  {لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ١٩}
  {لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ١٩} {لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ}(٢) فنفى عن الخمر ما يلحق من آفاتها من السكر والصداع، وقيل: «يصدّعون عنها» يفرّقون عن قلّى.
  {وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠}
  أي يتخيّرونها وحذفت الهاء لطول الاسم.
  {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢١}
  أهل التفسير منهم من يقول: يخلق الله جلّ وعزّ لهم لحما على ما يشتهون من شواء أو طبيخ من جنس الطير، ومنهم من يقول: بل هو لحم طير على الحقيقة. وبهذا جاء الحديث عن عبد الله بن مسعود عن النبيّ ﷺ قال: «ما هو إلّا أن تشتهي الطائر في الجنّة وهو يطير فيقع بين يديك مشويّا»(٣).
  {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣}
  {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢} قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وشيبة ونافع، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي {وَحُورٌ عِينٌ}(٤) بالخفض، وحكى سيبويه والفرّاء أنّ في قراءة أبيّ بن كعب وحورا عينا(٥) بالنصب، وزعم سيبويه(٦) أنّ الرفع محمول على
(١) انظر معاني الفراء ٣/ ١٢٢.
(٢) انظر تيسير الداني ١٦٨، والبحر المحيط ٨/ ٢٠٥ (قرأ الجمهور «ولا ينزفون» مبنيا للمفعول).
(٣) انظر تفسير القرطبي ١٧/ ٣٤.
(٤) انظر البحر المحيط ٨/ ٢٠٦، وتيسير الداني ١٦٨.
(٥) انظر معاني الفراء ٣/ ١٢٤.
(٦) انظر الكتاب ١/ ٢٢٨.