(56) شرح إعراب سورة الواقعة
  {عُرُباً}(١) جمع عروب، ولغة تميم ونجد عربا يحذفون الضمة لثقلها. {أَتْراباً} جمع ترب.
  {لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ٤٠}
  المعنى: إنّا أنشأناهنّ لأصحاب اليمين، وفي الحديث عن علي بن أبي طالب ¥ وابن عمر رحمة الله عليهما أنّهما قالا: أصحاب اليمين أطفال المؤمنين. وقدّره الفرّاء(٢) بمعنى لأصحاب اليمين ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين، وقدّره غيره: المعنى هم ثلّة من الأولين أي جماعة ممن تقدّم قبل مبعث النبيّ ﷺ وجماعة من أتباع النبيّ ﷺ. وقال صاحب هذا القول: إنما قيل في الأول ثلّة من الأولين وقليل من الآخرين، وفي الثاني ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين؛ لأن الأول للسابقين إلى اتباع الأنبياء ﷺ والسابقون إلى اتّباعهم قبل النبيّ ﷺ أكثر من السابقين إلى اتباع النبيّ ﷺ. يدلّك على صحة هذا أن قوم يونس ﷺ آمنوا، وهم مائة ألف أو يزيدون، والسحرة اتّبعوا موسى ﷺ وهم يروى أكثر من هؤلاء فلهذا قيل: وقليل من الآخرين، والثلة الثانية لأصحاب اليمين وليست للسابقين، وأصحاب اليمين قد يدخل فيهم المسلمون إلى يوم القيامة هذا على هذا القول، وقد ذكرنا غيره. والله جلّ وعزّ أعلم.
  {وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ٤١}
  {وَأَصْحابُ الشِّمالِ} أي الّذين أعطوا كتبهم في شمالهم، وقيل: الذين أخذ بهم ذات الشمال. قال قتادة {ما أَصْحابُ الشِّمالِ} أي ماذا لهم وما أعدّ لهم.
  {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ٤٢}
  أي في حسر النار وما يلحق من لهبها، وحكى ابن السكيت في جمع سموم سمام. وقال أبو جعفر: فهذا على حذف الزائد وهو الواو «وحميم» وهو ما يعذّبون به من الماء الحار يجرّعونه ويصبّ على رؤوسهم كما قال جلّ وعزّ: {يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}[الرحمن: ٤٤].
  {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ٤٣}
  ينصرف في المعرفة والنكرة لأنه ليس في الأفعال يفعول.
  {لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ٤٤}
  {لا بارِدٍ} أي لا ظلّ له يستر. {وَلا كَرِيمٍ} لأنه مؤلم وخفضت. {لا بارِدٍ} على
(١) انظر تيسير الداني ١٦٨.
(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ١٢٦.