إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(64) شرح إعراب سورة التغابن

صفحة 291 - الجزء 4

(٦٤) شرح إعراب سورة التغابن

  

  {يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١}

  {يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} يكون هذا تمام الكلام، وقد يكون متصلا ويكون له ما في السموات، ويكون {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ} في موضع الحال أي سلطانه وأمره وقضاؤه نافذ فيهما. {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي ذو قدرة على ما يشاء يخلق ما يشاء ويحيي ويميت ويعزّ ويذلّ لا يعجزه شيء لأنه ذو القدرة التامة.

  {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢}

  {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ} إن شئت أدغمت القاف في الكاف {فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} أي مصدّق يوقن أنه خالقه وإلهه لا إله له غيره {وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي عالم بأعمالكم فلا تخالفوا أمره ونهيه فيسطو بكم.

  {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ٣}

  {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} أي بالعدل والإنصاف. {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} وعن أبي رزين {صَوَّرَكُمْ} شبّه فعلة بفعلة كما أنّ فعلة تشبه بفعلة قالوا: كسوة وكسى ورشوة ورشى ولحية ولحى أكثر، وقالوا: قوّة وقوى. قال أبو جعفر وهذا لمجانسة الضمة الكسرة {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} أي مصير جميعكم فيجازيكم على أفعالكم.

  {يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ٤}

  {يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ويجوز إدغام الميم في الميم، وكذا {وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ} والمعنى: ويعلم ما تسرّونه وما تعلنونه بينكم من قول وفعل {وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} أي عالم بضمائر صدوركم وما تنطوي عليه نفوسكم الذي هو أخفى من السرّ.