(64) شرح إعراب سورة التغابن
  {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩}
  {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ} العامل في يوم لتنبّؤنّ والضمير الذي في يجمعكم يعود على اسم الله، ولا يجوز أن يعود على اليوم لو قلت: جئت يوم يوافقك، لم يجز، لا يضاف اليوم إلى فعل يعود عليه منه ضمير لعلّة ليس هذا موضع ذكرها {ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ} مبتدأ وخبره، ويجوز في غير القرآن نصب يوم على الظرف {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً} معطوف، ويجوز رفع ويعمل على أنه في موضع الحال {يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ} أي نمحو عنه سيّئاته {وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} نصب على الحال {أَبَداً} على الظرف {ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} مبتدأ وخبره والفوز النجاء.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٠}
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا} أي بدلائلنا وحججنا وأي كتابنا {وَالَّذِينَ} رفع بالابتداء {أُولئِكَ} مبتدأ ثان {أَصْحابُ النَّارِ} خبر الثاني والجملة خبر الذين {خالِدِينَ فِيها} على الحال {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} رفع ببئس المصير مصيرهم إلى النار.
  {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١١}
  {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} ما هاهنا نفي لا موضع له من الإعراب {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} وقراءة عكرمة {يَهْدِ قَلْبَهُ}(١) بفتح الدال ورفع قلبه على أن الأصل فيه يهدى قلبه أي يسكّن فأبدل من الهمزة ألفا ثمّ حذفها للجزم، كما قال: [الطويل]
  ٤٩٤ - سريعا وإلّا يبد بالظّلم يظلم
  {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي بما كان وبما هو كائن.(٢)
  {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ١٢}
  {وَأَطِيعُوا اللهَ} أي فيما أمركم به ونهاكم عنه {الرَّسُولَ} عطف {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} أي أدبرتم واستكبرتم عن طاعته وعصيتموه {فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} أي أن يبلّغ والمحاسبة والعقوبة إلى الله جلّ وعزّ.
  {اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١٣}
(١) انظر البحر المحيط ٨/ ٢٧٥.
(٢) مرّ الشاهد رقم (١٦).