إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(65) شرح إعراب سورة الطلاق

صفحة 301 - الجزء 4

  بالابتداء. {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ} قيل: الضمير يعود على السموات. والأكثر في كلام العرب أن ما كان بالهاء والنون فهو للعدد القليل، فعلى هذا يكون الضمير يعود على السموات. وعلى قول مجاهد يعود على السّموات والأرض. {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} تكون لام كي متعلقة بيتنزّل ويجوز أن تكون متعلقة بخلق أي خلق السموات والأرض لتعلموا كنه قدرته وسلطانه، وإنه لا يتعذّر عليه شيء أراده، ولا يمتنع منه شيء شاءه. {وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} أي ولتعلموا مع علمكم بقدرته أنه يعلم جميع ما يفعله خلقه فاحذروا أيّها المخالفون أمره وسطوته لقدرته عليكم وأنه عالم بما تفعلون، وجاز إظهار الاسم ولم يقل: وأنه وقال: وأن الله أفخم، وعلى هذا يتأوّل قول الشاعر: [الخفيف]

  ٤٩٥ - لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا⁣(⁣١)


(١) مرّ الشاهد رقم (٧٠).