إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(68) شرح إعراب سورة ن (القلم)

صفحة 9 - الجزء 5

  {قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا} نصب على المصدر {إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ} أي جعلنا الشيء في غير موضعه بمنعنا ما يجب علينا، وكذا الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه.

  {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ ٣٠}

  في موضع نصب على الحال. (٣١)

  {قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ}

  {قالُوا يا وَيْلَنا} نداء مضاف والفائدة فيه أنّ معناه هذا وقت حضور الويل. {إِنَّا كُنَّا طاغِينَ} أي في مخالفتنا أمر ربّنا وتجاوزنا إياه.

  {عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ ٣٢}

  وحكى سيبويه⁣(⁣١)، أنّ من العرب من يحذف «أن» مع عسى تشبيها بلعل {إِلى رَبِّنا راغِبُونَ} أي في أن يبدلنا خيرا منها.

  {كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ٣٣}

  {كَذلِكَ الْعَذابُ} مبتدأ وخبره، وكذا {وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} وسمّيت آخرة لأنها آخرة بعد أولى وقيل: لتأخرها على الناس {لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} «لو» لا يليها إلّا الفعل لشبهها بحروف الشرط.

  {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ٣٤}

  {جَنَّاتِ} نصب بإن وعلامة النصب كسرة التاء إلّا أنّ الأخفش كان يقول: هي مبنية غير معربة في موضع النصب.

  {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ٣٥}

  {كَالْمُجْرِمِينَ} الكاف في موضع نصب مفعول ثان.

  {ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٦}

  {ما} في موضع رفع بالابتداء، وهي اسم تام و {لَكُمْ} الخبر و {كَيْفَ} في موضع نصب بتحكمون.

  {أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ٣٧}


(١) انظر الكتاب ١/ ٩٢.