(69) شرح إعراب سورة الحاقة
  {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ ١٣}
  {نَفْخَةٌ واحِدَةٌ} لمّا نعت المصدر حسن رفعه، ولو كان غير منعوت كان منصوبا لا غير.
  {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً ١٤}
  لأنهما جمعان، ولو قيل: فدككن أو فدكّت في الكلام لجاز.
  {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ١٥}
  العامل في الظرف وقعت.
  {وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ ١٦}
  مبتدأ وخبره.
  {وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ١٧}
  {وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها} أي على أرجاء السماء والرجا الناحية مقصور يكتب بالألف، والرجاء من الأمل ممدود، {وَالْمَلَكُ} بمعنى الملائكة يدلّك على ذلك {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ} روى السديّ عن أبي مالك عن ابن عباس قال: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلّا الله جلّ وعزّ، وكذا قال الضحاك، وقال ابن إسحاق وابن زيد: ثمانية أملاك وهم اليوم أربعة.
  {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ ١٨}
  على تأنيث اللفظ، وقراءة الكوفيين «يخفى»(١) لأنه تأنيث غير حقيقي، وقد فصل بينه وبين فعله.
  {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ١٩ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ٢٠ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ٢١}
  {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ}.
  رفع بالابتداء، وخبره {فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ} قال بعض أهل اللغة: الأصل هاكم ثم أبدل من الكاف. وروى ابن طلحة عن ابن عباس {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ٢٠} قال: أيقنت. {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ٢١} على النسب أي ذات رضىّ.
(١) انظر تيسير الداني ١٧٣، والبحر المحيط ٨/ ٣١٨ (قرأ الجمهور «لا تخفى» بتاء التأنيث وعلي وابن وثاء وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وغيرهم بالياء).