(70) شرح إعراب سورة سأل سائل (المعارج)
  {أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ٣٥}
  مبتدأ وخبره.
  {فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ٣٦}
  نصب على الحال وكذا {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ} جمع عزة جمع بالواو والنون وفيه علامة التأنيث عوضا مما حذف منه، وفيه لغة أخرى يقال: مررت بقوم عزين، يجعل الإعراب في النون.
  {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ٣٨}
  وقراءة الحسن وطلحة {أَنْ يُدْخَلَ}(١) بفتح الياء وضم الخاء. قال أبو جعفر: والآية مشكلة. فمما قيل فيها إن المعنى فما للذين كفروا قبلك مسرعين بالتكذيب لك، وقيل: بالاستماع منك ليعيبوك {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ} أي متفرّقين في أديانهم وهم مخالفون للإسلام أيطمع كل امرئ منهم أن يثاب على هذا فيدخل الجنة، وقيل: أيطمع كلّ امرئ منهم أن ينجو من العذاب على هذا الفعل؛ لأن معنى يدخل الجنة ينجو من العذاب.
  {كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ٣٩}
  {كَلَّا} ردّ عليهم {إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} ذكّرهم مهانتهم وأنهم إنما خلقوا من نطفة فكيف يستحقّون الثواب إذا لم يعملوا عملا صالحا، كما قال قتادة: خلقت من قذر يا ابن آدم فاتّق الله جلّ وعزّ.
  {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ ٤٠}
  {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ}. قال أبو ظبيان عن ابن عباس: للشمس كلّ يوم مشرق ومغرب لم يكونا لها بالأمس فذلك قوله جلّ وعزّ: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ} ولا زائدة للتوكيد لا نعلم في ذلك اختلافا فإنما اختلفوا في «لا أقسم» لأنه أول السورة فكرهوا أن يقولوا: زائد في أول السورة وقد أجمع النحويون أنه لا تزاد «لا» و «ما» في أول الكلام فكان الكلام في هذا أشدّ، وجواب القسم: {إِنَّا لَقادِرُونَ}.
  {عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٤١}
  أي ليس يعجزوننا ولا يفوتوننا؛ لأن من فاته الشيء ولم يلحقه فقد سبقه.
(١) انظر معاني الفراء ٣/ ١٨٦، والبحر المحيط ٨/ ٣٣٠.