إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(71) شرح إعراب سورة نوح #

صفحة 27 - الجزء 5

  {وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً ٧ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً ٨}

  {وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ} منصوب على الظرف و «ما» متصلة مع «كل» إذا كانت بمعنى إذا، والجواب {جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ} الواحدة إصبع مؤنثة ويقال: إصبع. {وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا} عطف عليه قال الفراء⁣(⁣١): {أَصَرُّوا} سكتوا على الكفر. {وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً} مصدر فيه معنى التوكيد، وكذا {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً} ويجوز أن يكون التقدير: ذا جهار.

  {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً ٩}

  {إِسْراراً} مصدر أيضا فيه معنى التوكيد.

  {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً ١٠}

  {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} أي استدعوا منه المغفرة. {إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً} أي ستّارا على عقوبات الذنوب لمن تاب.

  {يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ١١}

  {يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ} جواب الأمر. {مِدْراراً} نصب على الحال من السماء، ومفعال للمؤنّث بغير هاء؛ لأنه جار على الفعل يقال: امرأة مذكار ومئناث بغير هاء.

  {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ١٢}

  يروى أنهم قيل لهم هذا؛ لأنهم كانوا شديدي المحبة للمال.

  {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ١٣}

  قد ذكرناه.

  {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً ١٤}

  أكثر أهل التفسير على أن الأطوار خلقكم نطفة ثم علقة ثم مضغة، وقيل: اختلاف المناظر؛ لأنك ترى الخلق فتميّز بينهم في الصور والكلام، ولا بدّ من فرق وإن اشتبهوا. وذلك دالّ على مدبر وصانع.

  {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ١٥}

  {طِباقاً} مصدر، ويجوز أن يكون نعتا لسبع، وأجاز الفراء⁣(⁣٢) الخفض في غير القرآن.


(١) انظر معاني الفراء ٣/ ١٨٨.

(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ١٨٨.