إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(74) شرح إعراب سورة المدثر

صفحة 45 - الجزء 5

  قول الحسن⁣(⁣١). قال أبو جعفر: فقلنا: هذا أولى؛ لأنه أشبه بسياق الكلام؛ لأن في الكلام تحذيرا وأمرا بالصبر والجدّ في الطاعة.

  {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ٧}

  أي على طاعته.

  {فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨}

  اسم ما لم يسمّ فاعله على قول سيبويه: في الناقور، وعلى قول أبي العباس مضمر دل عليه الفعل.

  {فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠}

  {فَذلِكَ} مبتدأ {يَوْمَئِذٍ} يكون بدلا منه وفتح لأنه مبني كما قرئ {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ}⁣[المعارج: ١١]، ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى أعني، {يَوْمٌ} خبر الابتداء {عَسِيرٌ} من نعته وكذا {غَيْرُ يَسِيرٍ}.

  {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ١١}

  {مَنْ} في موضع نصب على أنها مفعول معه أو عطف على النون والياء {وَحِيداً} نصب على الحال.

  {وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً ١٢}

  {لَهُ} في موضع المفعول الثاني.

  {وَبَنِينَ شُهُوداً ١٣}

  لما تحرّكت حذفت ألف الوصل، وعلى هذا قالوا: في النسب بنويّ وأجاز سيبويه⁣(⁣٢): «ابنيّ»، ومنعه بعض الكوفيين.

  {وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ١٤}

  مصدر مؤكّد.

  {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ١٥ كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً ١٦}

  {كَلَّا} ردّ لطعمه وردع له {إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً} بمعنى معاند.

  {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ١٧}


(١) انظر البحر المحيط ٨/ ٣٦٤.

(٢) انظر الكتاب ٣/ ٣٩٥.