(74) شرح إعراب سورة المدثر
  {فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩}
  منصوب على الحال.
  {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ٥٠}
  قراءة أهل المدينة والحسن، وقراءة ابن كثير وعاصم والأعمش وحمزة وأبي عمرو {مُسْتَنْفِرَةٌ}(١) وعن الكسائي القراءتان جميعا. قال أبو جعفر: «مستنفرة» في هذا أبين أي مذعورة ومستنفرة مشكل؛ لأن أكثر ما يستعمل استفعل إذا استدعى الفعل، كما تقول: استسقى إذا استدعى أن يسقى والحمر لا تستدعي هذا، ولكن مجاز القراءة أن يكون استنفر بمعنى نفر فيكون المعنى نافرة.
  {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ٥١}
  فعولة من القسر. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا ما قال أهل التفسير فيها.
  {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ٥٢}
  {أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً} على تأنيث الجماعة ووحّد لأنه أكثر في العدد.
  {كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ ٥٣}
  لا يجوز إلا الإدغام؛ لأن الأول ساكن.
  {فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ٥٥}
  أي إنّ القرآن.
  {وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ٥٦}
  «وما تذكرون» قراءة نافع على تحويل المخاطبة، وأكثر الناس يقرأ {وَما يَذْكُرُونَ} ليكون مردودا على ما تقدّم وما تشاؤون {إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ} على حذف المفعول لعلم السامع {هُوَ أَهْلُ التَّقْوى} مبتدأ وخبره {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} أعيدت «أهل» للتوكيد والتفخيم، ولو لم تعد لجاز.
(١) انظر تيسير الداني ١٧٦، والبحر المحيط ٨/ ٧٤.