إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(75) شرح إعراب سورة القيامة

صفحة 52 - الجزء 5

  قال: يريد في بئر حور أي هلكة فزاد «لا» في الإيجاب، وخالفه الفراء في هذا فجعل «لا» نفيا هاهنا أي في بئر لا ترد شيئا وزعم الفراء⁣(⁣١) أن «لا» من قوله «لا أقسم» ردّ لكلامهم كما تقول: لا والله ما أفعل فالوقوف عنده {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ١} مستأنف.

  {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢}

  لا اختلاف في هذا أن الألف فيه بعد «لا» فقول الحسن أنّ «لا» نافية وقد بيّنا قول غيره.

  {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ٣}

  وقراءة الكوفيين {أَيَحْسَبُ} والماضي حسب بلا اختلاف فالقياس في المستقبل يحسب إلا أنه روي عن النبي الكسر⁣(⁣٢).

  {بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ٤}

  {قادِرِينَ} في موضع نصب، وفي نصبه أقوال: منها أنه قيل: التقدير: بلى نقدر فلمّا حوّل نقدر إلى قادرين نصب كما قال الفرزدق: [الطويل]

  ٥١٣ - على حلفة لا أشتم الدّهر مسلما ... ولا خارجا من فيّ زور كلام⁣(⁣٣)

  بمعنى ولا يخرج فلما حوّل يخرج إلى خارج نصبه. وهذا خطأ لأن لكلّ إعرابه تقول: جاءني زيد يضحك، وجاءني زيد ضاحكا، ومررت برجل يضحك، وبرجل ضاحك، «ولا خارجا» معطوف على موضع «لا أشتم» قال أبو جعفر: هذا أصحّ ما قيل فيه، وقيل التقدير: بلى نقوى على ذلك قادرين، هذا قول الفراء⁣(⁣٤) وقال سيبويه: أي بلى نجمعها قادرين. وقول الفراء مستخرج من هذا، وبنان جمع بنانة. ومن حسن ما قيل فيه قول ابن عباس: نحن نقدر أن نجعل بنانه شيئا واحدا كخفّ البعير وحافر


= وشرح المفصل ٨/ ١٣٦ وتاج العروس (حور) و (لا)، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٢٨، وبلا نسبة في لسان العرب (حور) و (غير)، وخزانة الأدب ١١/ ٢٢٤، والخصائص ٢/ ٤٧٧، وجمهرة اللغة ٥٢٥، ومجمل اللغة ٢/ ١٢٠.

(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٠٧.

(٢) انظر إعراب الآية ٨٨ - النمل.

(٣) الشاهد للفرزدق في ديوانه ٢١٢، والكتاب ١/ ٤١١، وأمالي المرتضى ١/ ٦٣، وتذكرة النحاة ٨٥، وخزانة الأدب ١/ ٢٢٣ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٧٠، وشرح المفصل ٢/ ٥٩، ولسان العرب (خرج) والمحتسب ١/ ٥٧، والمقتضب ٤/ ٣١٣ وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ١/ ١٧٧ ولسان العرب (رتج)، والمقتضب ٣/ ٢٦٩.

(٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٠٨.