إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(78) شرح إعراب سورة عم يتساءلون (النبأ)

صفحة 87 - الجزء 5

  قاطعا من توقيف من الرسول أو دلالة بينة، وهو شيء لا يضرّ الجهل به ولو قال قائل: هذه الأشياء التي ذكرها العلماء ليست بمتناقضة ويجوز أن يكون هذا كلها لها لما عنّف. {وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} نصب على الحال، وكذا {لا يَتَكَلَّمُونَ} في موضع نصب. {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} يكون «من» في موضع رفع على البدل من الواو، وفي موضع نصب على الاستثناء أي إلا من أذن له الرّحمن في الكلام {وَقالَ صَواباً} من الحق وتأوّل عكرمة المعنى على غير هذا. قال أبو جعفر: وقال صوابا في الدنيا أي قال: لا إله إلا الله.

  {ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ٣٩}

  {ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ} نعت لليوم أي ذو الحقّ. {فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً} أي نجاء مآب أي عملا صالحا في الدنيا.

  {إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ٤٠}

  {إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً} نعت لعذاب أو لظرف أي وقتا قريبا {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ} الجملة في موضع خفض أي يوم نظره {وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً} خبر كنت، وأجاز بعض النحويين: ليتني قائما. قال: لأن «كان» تنثر بعد ليت فحذفت.