(79) شرح إعراب سورة النازعات
  ذوات الياء والواو معدولا من فاعل إلى فعل. قال أبو جعفر: يجوز أن يكون ترك الصرف على أنه اسم للبقعة فيكون على غير ما تأول، وقد قرأ به غير منوّن من تقوم الحجة بقوله. {اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ١٧} من قال في المستقبل: يطغى قال: طغيت وهو الطغيان ومن قال: يطغو قال: طغوت.
  {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى ١٨}
  قراءة أهل المدينة وقراءة أبي عمرو {تَزَكَّى}(١) بتخفيف الزاي، والمعنى والتقدير في العربية واحد. لأن أصل تزكى تتزكى فحذفت التاء. ومن قال: تزّكّى أدغمها. ولا يعرف التفريق بينهما. قال ابن زيد: «تزكّى» تسلم، قال: وكلّ تزكية في القرآن إسلام.
  {وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى ١٩}
  {وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ} عطف وكذا {فَتَخْشى} أي فتخشى عقابه بترك معاصيه.
  {فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى ٢٠}
  مما لا يجوز حذف الألف واللام منه ولا يؤتى به نكرة.
  {فَكَذَّبَ وَعَصى ٢١} معنى الفاء أنها تدلّ على أن الثاني بعد الأول. والواو للاجتماع. هذا أصلها.
  {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى ٢٢} في موضع الحال.
  {فَحَشَرَ فَنادى ٢٣ فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ٢٤}
  {فَحَشَرَ} وحذف المفعول أي وحشر قومه ما قال ابن زيد: جمع قومه {فَنادى} فيهم {فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ٢٤}.
  {فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ٢٥}
  قال الفراء: أي فأخذه الله أخذا نكالا للآخرة والأولى.
  {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى ٢٦} أي يخشى عقاب الله كما نزل بغيره لما عصى؟
  {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها ٢٧}
  {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ} أي لم تنكرون البعث وخلق السماء أشد من بعثكم.
  {رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها ٢٨} أي سقفا للأرض.
(١) انظر تيسير الداني ١٧٨، والبحر المحيط ٨/ ٤١٣.