إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(7) شرح إعراب سورة الأعراف

صفحة 45 - الجزء 2

  أَوْلِياءَ} مفعول ولم ينصرف لأن فيه ألف التأنيث أي لا تعبدوا معه غيره {قَلِيلاً} نعت لظرف أو لمصدر. {ما تَذَكَّرُونَ}⁣(⁣١) تكون «ما» زائدة وتكون مع الفعل مصدرا والأصل تتذكّرون فأدغمت التاء في الذال لقربها منها وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي تذكرون فحذف التاء الثانية لاجتماع تاءين.

  {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ ٤}

  {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها} في موضع رفع بالابتداء ويجوز النصب بإضمار فعل. {فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ} قال الفراء⁣(⁣٢): خفّفت الواو والمعنى أو وهم قائلون. قال أبو إسحاق: هذا خطأ إذا عاد الذكر استغني عن الواو تقول: جاءني زيد راكبا أو هو ماش ولا يحتاج إلى الواو.

  {فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ٥}

  {فَما كانَ دَعْواهُمْ} خبر كان واسمها {إِلَّا أَنْ قالُوا}.

  {فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ٦ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ ٧}

  فدلّ بهذا على أن الكفار يحاسبون وهذه لام القسم وحقيقتها أنها للتوكيد وكذا {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ} خبر كان وبطل عمل ما.

  {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٨ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ٩}

  {وَالْوَزْنُ} رفع بالابتداء {الْحَقُ} خبره، ويجوز أن يكون الحق نعتا له والخبر {يَوْمَئِذٍ} ويجوز نصب الحق على المصدر. {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} شرط وجوابه، وكذا {وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ} مصدر أي بظلمهم.

  {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ١٠}

  وقرأ الأعرج معائش⁣(⁣٣) بالهمز وكذا روى خارجة بن مصعب عن نافع. قال


(١) انظر البحر المحيط ٤/ ٢٦٨.

(٢) انظر معاني الفراء ١/ ٣٧٢، والبحر المحيط ٤/ ٢٦٨.

(٣) وهي قراءة زيد بن علي والأعمش أيضا، انظر البحر المحيط ٤/ ٢٧١، ومختصر ابن خالويه ٤٢.