(8) شرح إعراب سورة الأنفال
  {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧٥}
  {وَأُولُوا الْأَرْحامِ} ابتداء والواحد «ذو» والرحم مؤنثة. {بَعْضُهُمْ} ابتداء. {أَوْلى بِبَعْضٍ} الخبر والجملة خبر الأول، وفي قوله {فِي كِتابِ اللهِ} جلّ وعزّل. أقوال: منها أن هذه الآية تدلّ على أنه لا يورّث إلّا من كان له في كتاب الله ذكر إلّا أن يجمع المسلمون على شيء أو يصحّ عن الرسول ﷺ، وقيل معنى {فِي كِتابِ اللهِ} في اللوح المحفوظ، وقيل {فِي كِتابِ اللهِ} في حكم الله كما قال النبي ﷺ: «لأقضينّ بينكما بكتاب الله»(١) جلّ وعزّ فقضى بالجلد وتغريب عام والرجم عليها إذا كانت محصّنة، وليس في القرآن الرجم فقيل: معنى «بكتاب الله» جلّ وعزّ بحكم الله، وقيل: لمّا قال جلّ وعزّ {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧] كان القبول من النبي ﷺ بكتاب الله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} اسم «إنّ» وخبرها.
(١) أخرجه أبو داود في سننه، الحدود، حديث ٤٤٤٥، والترمذي في سننه الحدود ٦/ ٢٠٦.