إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(8) شرح إعراب سورة الأنفال

صفحة 107 - الجزء 2

  {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧٥}

  {وَأُولُوا الْأَرْحامِ} ابتداء والواحد «ذو» والرحم مؤنثة. {بَعْضُهُمْ} ابتداء. {أَوْلى بِبَعْضٍ} الخبر والجملة خبر الأول، وفي قوله {فِي كِتابِ اللهِ} جلّ وعزّل. أقوال: منها أن هذه الآية تدلّ على أنه لا يورّث إلّا من كان له في كتاب الله ذكر إلّا أن يجمع المسلمون على شيء أو يصحّ عن الرسول ، وقيل معنى {فِي كِتابِ اللهِ} في اللوح المحفوظ، وقيل {فِي كِتابِ اللهِ} في حكم الله كما قال النبي : «لأقضينّ بينكما بكتاب الله»⁣(⁣١) جلّ وعزّ فقضى بالجلد وتغريب عام والرجم عليها إذا كانت محصّنة، وليس في القرآن الرجم فقيل: معنى «بكتاب الله» جلّ وعزّ بحكم الله، وقيل: لمّا قال جلّ وعزّ {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}⁣[الحشر: ٧] كان القبول من النبي بكتاب الله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} اسم «إنّ» وخبرها.


(١) أخرجه أبو داود في سننه، الحدود، حديث ٤٤٤٥، والترمذي في سننه الحدود ٦/ ٢٠٦.