(10) شرح إعراب سورة يونس #
  حرفين الأول منهما ساكن، وقرأ الحسن والأعرج وأبو العالية {وَازَّيَّنَتْ}(١) أي جاءت بالزينة وجاء بالفعل على أصله ولو أعلّه لقال أزانت، قال عوف الأعرابي: قرأ أشياخنا وازيانّت ووزنه واسوادّت وفي رواية المقدّمي وازّاينت(٢) والأصل فيه تزاينت ووزنه تفاعلت ثم أدغم، {وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها} قال أبو إسحاق: المعنى قادرون على الانتفاع بها. {أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً} ظرفان. {فَجَعَلْناها حَصِيداً} مفعولان.
  {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ٢٦}
  {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى} في موضع رفع بالابتداء. {وَزِيادَةٌ} عطف عليها. قال أبو جعفر وقد ذكرنا الحديث عن النبي ﷺ أنّ الزيادة النظر إلى الله تعالى وقيل: الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر حسنات إلى أكثر من ذلك. قرأ الحسن {وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ}(٣)، والقتر والقتر والقترة بمعنى واحد.
  {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ٢٧}
  {قِطَعاً} جمع قطعة. {مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً} حال من الليل ويبعد أن يكون نعتا لقطع لأنه لم يقل: مظلمة، وقرأ الكسائي {قِطَعاً} بإسكان الطاء فمظلما على هذا نعت ويجوز أن يكون حالا من الليل.
  {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ ٢٨}
  قال الفراء(٤) وقرأ بعضهم (فزايلنا بينهم).
  يقال: لا أزايل فلانا أي لا أفارقه، فإن قلت: لا أزاوله فهو بمعنى آخر معناه لا أخاتله.
  {فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ ٢٩}
  {شَهِيداً} نصب على التمييز. قال أبو إسحاق: ويجوز أن يكون منصوبا على الحال.
(١) انظر المحتسب ١/ ٣١١، والبحر المحيط ٥/ ١٤٥.
(٢) انظر البحر المحيط ٥/ ١٤٥.
(٣) انظر البحر المحيط ٥/ ١٤٩.
(٤) انظر معاني الفراء ١/ ٤٦٢.