(11) شرح إعراب سورة هود #
  {وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ ٣٦}
  {وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ} في صرف نوح قولان: أحدهما أنّه أعجميّ ولكنه خفّ لأنه على ثلاثة أحرف، والآخر أنّه عربيّ قال عكرمة: إنما سمّي نوحا لأنه كان يكثر النياحة على نفسه قال: وركب في السفينة لعشر خلون من رجب {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ}[هود: ٤٤] لعشر خلون من المحرّم فذلك ستة أشهر وكان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها ورفعها ثلاثون ذراعا. {أَنَّهُ} في موضع رفع على أنه اسم ما لم يسمّ فاعله ويجوز أن يكون في موضع نصب ويكون التقدير بأنه، {لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} في موضع رفع بيؤمن {فَلا تَبْتَئِسْ} أي فلا تغتمّ حتى تكون بائسا.
  {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ٣٧}
  {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا} قيل: معناه بحفظنا، وقيل: بعلمنا، وقيل: لأن الملائكة À كانت تريد ذلك، {وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي لا تسألني فيهم فإني مغرقهم.
  {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ ٣٨}
  {وَكُلَّما} ظرف {مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ} قال الأخفش والكسائي يقال: سخرت به ومنه.
  {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ ٣٩}
  {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} قال الكسائي: وناس من أهل الحجاز يقولون: سو تعلمون. قال: ومن قال: ستعلمون أسقط الواو والفاء جميعا، وحكى الكوفيون: سف تعلمون. ولا يعرف البصريون إلّا سوف يفعل وسيفعل لغتان ليست إحداهما من الأخرى.
  {حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ٤٠}
  {قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} في موضع نصب باحمل. {وَأَهْلَكَ} عطف عليه {إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} «من» في موضع نصب بالاستثناء. {وَمَنْ آمَنَ} في موضع نصب عطف على اثنين وإن شئت على أهلك، {وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} رفع بآمن، ولا يجوز نصبه على الاستثناء لأن الكلام قبله لم يتم إلّا أنّ الفائدة في دخول «إلّا» و «ما» أنك لو قلت: آمن معه فلان وفلان جاز أن يكون غيرهم قد آمن فإذا جئت بما وإلا أوجبت لما بعد إنّ ونفيت عن غيرهم.